اللي عندك ده فضول ولا فومو ولا خوف وقلق؟

الـ FOMO أو فومو هو خوف الشخص المستمر من أن حاجة تفوته ومايعرفهاش. وده بيختلف إختلاف جوهري عن الفضول اللي هو من أساسيات تطور البني آدم.  الفومو حاجة مَرَضِية وهي “القلق أن يفوتك شيء ما”، وهي أصلاً حاجة موجودة عند ناس كتير من زمان إنما الإجهاد الناتج عن الإحساس بيها أكتر من الطبيعي وكمان بمساعدة الإنترنت عامة ووسائل التواصل خاصة على إنها تنتشر وتكبر. كتير قوي من الناس ابتدى يقلق أو يخاف أو في بعض الأحيان يتضايق لأنهم مكانوش موجودين في مكان معين في وقت معين أو إنهم ماعملةش حاجة معينه كانت المفروض – من وجهة نظرهم – تتعمل.

تطور الـ فومو من الغريزة بتاعتنا أصلاً

الموضوع بدأ ببساطة إننا كبشر بنعتمد في حمايتنا لنفسنا على إدراكنا للخطر عن طريق الغريزة اللي ربنا خلقها فينا. وبنحاول دايماً نتابع المخاطر اللي ممكن تأثر علينا أو على المجتمع اللي إحنا عايشين أو حتى البلد اللي إحنا بننتمي ليه. وده طبيعي جداً. استبعادنا أو عدم اطلاعنا على اللي بيحصل بيخلينا ننتبه بشكل أكتر بسبب طبيعتنا البشرية.. زي بالظبط لما تلاقي صحابك بيتكلموا في موضوع فاتلاقي إنه من الطبيعي إنك تسألهم بتتكلموا فـ إيه.. وبعدين تنخرط معاهم في الكلام.

في جزء من الدماغ إسمه اللوزة الدماغية Amygdala، مسؤول عن سلوكياتنا العاطفية والانفعالية والذاكرة المرتبطة بالاتنين دول، وتتمثل وظيفة اللوزة دي في اكتشاف الحاجات اللي بتهدد بقاءنا.

يعني مثلاً إنت ماشي في الغابة لأول مرة في حياتك. طلع عليك أسد وزام في وشك. إنت ماتعرفش صوت الأسد ولا تعرف هو بيزوم عليك ليه. بس واضح كدة إنه هياكلك. الحمد لله قدرت تهرب منه.

اللوزة دي بقى سجلت صوت الأسد وربطت الصوت ده بالخطر.. عشان تفضل تعمل عليه بحث طول مانت ماشي في الغابة المرة الجاية، أول ما هاتسمعه هاتنبهك وتعلي الأدرينالين عندك عشان تقدر تتصرف بسرعة. إيه اللي بيحصل هنا؟ إنك دايماً عايز تبقى على إطلاع عشان تطمن سواء عشان تهرب من الأسد أو تلاقي أكل وتعرف تعيش وهكذا.. موضوع غريزي بحت مش كدة؟

مشكلة الفومو فين؟

المشكلة إن التوتر النفسي المصاحب للقصة دي مُجهد جداً للبني آدم.  لأنه بيحاول دايماً تجنب الشعور بالاستبعاد ده. ودايماً تلاقيه بيبذل مجهود مضاعف عشان مايفوتوش حاجة. لأنه مقتنع إنه لو فاته حاجة ومعرفش عنهـا ده هيأثر بصورة كبيرة على بقائه (أو وضعه) في المجتمع ده .

الشخص اللي عنده فومو هتلاقيه:

  • بيتضايق جداً لما بتفوت خروجة أو معاد معين مع صحابك أو زمايلك في الشغل
  • بياخد وقت أكتر من اللازم عشان يتابع حاجات ما تخصهوش قوي
  • بيتضايق لما يعرف إن صحـابه خرجوا من غيره
  • وبيتضايق جداً لو عرف إنهـم قضوا وقت لطيف من غيره
  • بيخاف يفوّت أي حاجة أو معلومة أو خبر وبيحاول يبقى دايماً على إطلاع عشان كدة الموضوع زاد بعد انتشار السوشيال ميديا
  • بيجرب حاجات جديدة كتير وده كويس، إنما مش بيجربهـا عشان يستفيد من التجربة قد ما هو مش عايز يبقى في حاجة مجربهاش.
اترك تعليق