الصدمة النفسية: إيه اللي لازم تعرفه عشان تقدر تتغلب عليها

الصدمة النفسية هي خليط من المشاعر المؤلمة اللي بينتج عنها رد فعل جسدي مماثل نتيجة الأحداث المُرهقة”الغير متوقعة تمامًا”. لكنك لو اتعرفت على مفهوم وطبيعة الصدمات النفسية قبل ما تحصل هيكون عندك استعداد إنك تقدر تواجهها بصورة أفضل ووقتها تقدر تاخد القرار الصح واللي يخرجك منها بسهولة ،في المقال ده هنساعدك توصل للمرحلة دي من الوعي اللي هينقذك.

دي شوية أمثلة لأحداث ممكن تعرضك “تحفزك” لصدمة نفسية مفاجئة:

  • تعمل حادثة أو تكون على وشك الاصطدام.
  • انهيار علاقتك العاطفية.
  • إبنك يكون في خطر.
  • تتعرض لموقف مُخيف زي وجودك في طيارة اتعرضت لمطب هوائي شديد وبتواجه الهبوط.
  • تشوف فيلم رعب.
  • الحوادث المؤلمة زي إن طِفل وقع في بئر ومات فيه.
  • تسيب وِدنك للأخبار السيئة اللي بتأثر عليك زي ان اتنين انفصلوا وسابوا عيالهم في الشارع.
  • تكون طرف في قضية قضائية أو تتعرض لأزمة مالية صعبة.
  • كَمين شرطة 😀 أيوا مش لوحدك!
  • سماع صوت أدوات دكتور الأسنان.

ولإن اللي إيده في المياه مش زي اللي إيده في النار، بيكون مدى تأثير الصدمة على نفسيتك مرتبط بمدى قُربها منك، يعني إنك تتعرض لفُقدان طِفل من قرايبك أصعب عليك من إنك تعرف إن ابن صاحب صاحبك اتوفى ،ولكن برضو في الوقت ده انت بتتأثر نفسيًا وممكن التأثر ده يكون بصورة غير متوقعة مع إن الأزمة النفسية مش واقعة عليك بصورة شخصية .

حتى التعرض للمقالات النفسية اللي بتتكلم عن الخوف والقلق ممكن تهيأ لك نفس الحالة دي في وقت القراءة، عشان كده متستغربش من شعور القلق اللي ممكن يصيبك وانت بتقرأ المقالة دي!.

إيه هي أعراض الصدمة النفسية؟

  • زيادة افراز هرمون الأدرينالين.
  • العصبية والألم الجسدي اللي ممكن يؤدي للتقيؤ أو الإسهال.
  • التشتت الذهني اللي بيخليك مش قادر تقيّم الموقف صح ولا تقرر أي حاجة.
  • إنك متحسش بنفسك.
  • ضيق التنفس.
  • الإنفصال عن الواقع كإنك بتشوف الأحداث الصعبة اللي بتمُر بيها كأنها فيلم بتتمنى يخلص.
  • الغضب الشديد والرغبة في الصراخ وتوجيه اللوم والعتاب للشخص اللي سببلك الأزمة اللي انت فيها.
  • الرغبة في الجري والهروب من الموقف.

ليه أصلًا بنحس بالأعراض دي؟

الاعراض دي كُلها هي جُزء من استجابة الجِسم اللي بتأهله للقِتال أو الهروب وبيكون الجسم وقتها هو سيد الموقف مش العقل عشان كدة بتكون القرارات سريعة ومتهورة نتيجة الخوف وزيادة الهرمونات ، وقتها الدم بيتضخ بكمية كبيرة للعضلات استعدادًا للخِناق ،ضربات القلب بتزيد والنفس بيعلى وده بيخلي الشخص في حالة من عدم التركيز والضبابية .

طيب المفروض نعمل إيه عشان نتعامل مع الصدمات النفسية؟

لما بتكون تحت تأثير الخوف والقلق والصدمة النفسية بيكون صعب جدًا إنك تركز وتقرر بشكل صحيح، ولكن الحل الأمثل وقتها إنك تدي لنفسك هُدنة وتتنفس كويس عشان تقدر تقرر صح على مهلك _إلا إذا كان الموقف يستدعي إنك تقرر بسرعة _لأنك لو اتسرعت ففي الغالب هتاخد قرار مش هيكون في صالحك.

مثلًا لو اتسببت في حادثة على طريق فاضي ومحدش شايفك، خوفك هيقنعك وقتها إنك تجري وتهرب من الموقف ده ولكن القرار ده غلط وهيعرضك للمُسائلة القانونية ده غير إنك هتكون بتعرض حياة شخص تاني للخطر، ده مش معناه إنك شخص أناني أو وحش ،انت بس خايف وتحت تأثير صدمة نفسية مفاجئة ففي وقت زي ده محتاج إنك تهدى وتدي لعقلك فُرصة هو اللي يقرر عشان متكونش ضحية مشاعرك .

وبالمِثل، في حالة تعرضك لخناقة حاول متضربش حد أو إنك تأذيه لأنك هتبقى تحت تأثير رغبتك في رد فعلك وإنك تثبت إنك قوي.

في حالة إنك وقفت في كَمين شُرطة أو اتعرضت للتفتيش الذاتي هيكون صعب عليك إنك تركز في كلامهم لأنك في حالة من الخوف اللي ممكن يخليك تعمل حركة مفاجئة تعرضك لشُبهة ،عشان كدة لازم تتعامل مع الموقف بصورة أهدى وتطلب من الضابط إنه يقولك كل اللي هو عايزه من تاني وكل تعليماته وإنت هتنفذها بكل سلاسة .

ودليل على إن الإنسان بيتشتت في حالة وجوده تحت ضغط النفسي هو تصريحات دكاترة الأسنان عن خوف المرضى منهم لأنهم بيكونوا على كرسي شِبه متكتفين ومتحاوطين بأصوات مُخيفة للأدوات من الشمال واليمين بتخليهم في خوف طول وقت زيارتهم للدكتور.

إيه اللي بيحصل بعد كدة؟

بيكونوا على كرسي شِبه متكتفين ومتحاوطين بأصوات مُخيفة للأدوات من الشمال واليمين بتخليهم في خوف طول وقت زيارتهم للدكتور.

انت مش انت وانت خايف، كل المشاعر اللي بتمُر بيها دي بتكون تحت تأثير هرمونات القلق الموجودة بنسبة كبيرة جدًا في مجرى الدم وعشان كدة الموضوع بياخد شوية وقت _ممكن كام ساعة _عشان ترجع تاني لحالتك الطبيعية . خلال الوقت ده بتحس بمشاعر غريبة زي الغثيان والدوخة، أو بتحس بالتوتر وإن أعصابك مشدودة وعندك تشنّج في العضلات،

تعرف ليه؟

لإن في الوقت اللي بتتعرض فيه للصدمة بتبتدي تِشد عضلات جِسمك من غير وعي وبتستعد للقتال أو الهروب ولكنك بتكون تحت تأثير الأدرينالين اللي مش بيخليك تحس بألم شد العضلات ده، لحد ما تبدأ تهدى  كُل ما نسبة الأدرينالين تِقل كل ما نسبة الوجع تزيد . عشان كدة انت مش محتاج في الوقت ده إنك تعمل حاجة غير إنك تهدى وتسيب جسمك هو اللي يتصرف و يرجع لطبيعته لأنه عارف هو بيعمل إيه، كل اللي عليك إنك تساعد نفسك بإنك تطلب الدعم النفسي من اللي حواليك وتشارك غيرك توترك وخوفك عشان تتطمن.

وبالرغم من إن الصدمات النفسية بيكون تأثيرها شديد جدًا على الإنسان إلا إن الجسم بيقدر يتخلص من أثارها في فترة قصيرة لأن البشر شاطرين جدًا ومتعودين على التعامل مع التجارب المؤلمة، وفي حالة إنك قدرت تفهم اللي بيحصل لجسمك وتفكيرك في الوقت ده ،مش هيكون نجاح فردي ليك بس ولا تجربة بتنجح فيها،لأنك لو أب أو مسؤول عن تربية أولاد، هتكون تجربتك زي طوق نجاة لأطفالك ولأولادك المُراهقين اللي مسيرهم هيقابلوا الصدمات دي في يوم ،و لو عملت كدة هتخلق جيل قادر على مواجهة المواقف الصعبة والتحكم في عواطفه بصورة أفضل ،جيل متماسك مبينهارش قدام المواقف الصعبة والصدمات المفاجئة.

ونصحيتنا ليك بعد كل ده، لو كنت من الناس اللي بتاخد وقت كبير في التعافي من الصدمات النفسية أو بتسيبلك أثر مؤلم حتى بعد ما تخلص فانت لازم تقرأ أكتر أو تستشير مُعالج نفسي إذا لزم الأمر .

اترك تعليق