مُتلازمة ستوكهولم والرابط اللي بين الضحية والمُعتدي
اوقات كتير الضحايا اللي بتتعرض لسوء المُعاملة بتحس بالولاء والحُب للناس اللي بتأذيهم، وبيتكون بينهم رابط غريب بيسموه عُلماء النفس”رابط الصدمة” اللي بيخلق علاقة بين طرف مؤذي وطرف بيتأذي، مع إن الكتاب باين من عنوانه والعلاقة دي عُمرها ما هتنصفهم لإنها مبنية عالأذى.
والرابط اللي بين الضحية والمُعتدي عليها لازمله أربع شروط عشان يتكون:
- وجود تهديد وخطر حقيقي.
- مُعاملة قاسية فيها لُطف بسيط.
- العُزلة.
- اليأس من الهروب.
ومن الأعراض اللي بتأكد إن الضحايا خلاص وقعوا في مصيدة مُتلازمة ستوكهولم دي:
- إنهم بيدعموا سلوكيات وتصرفات المُعتدين والمُسيئين ليهم.
- مبيقدروش يستسلموا لأي مساعدة تخلصهم من الأذى ده.
ممكن متكونش لسة مُتخيل إزاي حد يحب الشخص اللي بيأذيه بس ده بيحصل لسبب لا إرادي هنعرفك بيه وهو:
مُقاومة العقل الوهمية
وقت الخطر يِعمى البصر، العقل بيعطلّ والجُزء المسؤل عن اتخاذ القرارات المنطقية بيتشل تمامًا، الخوف بيكون أسلم حل وانت بتتعرض للتهديد لإن العند والكلام المنطقي مع الشخص اللي بيتعرضلك بإذى بيكون أشبه بالانتحار، فعقلك بيهيألك إن الخوف هو بس اللي قادر ينقذك.
دماغك في الوقت ده بتكون بتصارع عشان البقاء، فبتبدأ تطمنك-بشكل غير منطقي- إن الشخص اللي قدامك مش هيقتلك مثلًا لو استحملت غضبه، وده تفكير سلبي وضيق لإن على المدى البعيد تحمُلك للأذى هيخليك تتعرض لأذى أكبر منه من غير ما ترفض وبعد وقت هتبدأ تتأقلم فمش بيكون بعيد إنك تحب الوضع ده-من كتر ما صبرت عليه- وكمان تحب الشخص اللي بيأذيك.
ولإن كُل حاجة مش بتكون منطقية في الوقت ده فمستحيل حد يصدق إنك مُتسمك بالشكل ده بمصدر الأذى، أما عقلك فبيبدأ يفوق تدريجيًا في الوقت اللي بتنفصل فيه عن مصدر الأذى ده وبتبدأ تشوف وقتها إنك كُنت ضحية و ممكن ساعتها تحكي للي حواليك على التعدى الجسدي والنفسي اللي اتعرضتله لكن المفاجأة إن ظهور الشخص المُتعدي مرة تانية في حياتك بيرجعك لنفس حالة الخوف والاوعي وتبدأ تخاف إنك حكيت عنه بشكل وحش لأي حد وتنفي الكلام ده فورًا وتقطع علاقتك مع أي حد وترجع بنفسك لدور الضحية وانت متخدر تمامًا لإنك وقعت في مصيدة مُتلازمة ستوكهولم-اللي عقلك أوهمك إنك بتقاوم فوقعت فيها- ووجود الشخص التاني بقى خلاص بيسيطر عليك.
إزاي تخرج من مصيدة متلازمة ستوكهولم؟
بصراحة الإجابة مش سهلة لإن معظم الأشخاص اللي بتقع في المصيدة دي من الأول مبيكونش عندها في حياتها مكان آمن وعلاقات صحية تحميها من أي أذى، لإنها لو كانت بتتمتع بحاجة من المميزات دي مكنتش هتعتمد على عقلها في إنه ينقذها من الخطر ده بالخضوع ليه وهتكون متطمنة إن هيجي حد وينقذها من الاذى ده بس للأسف الشخصية دي بتكون وحيدة وهَشة، وده اللي سهل يكتشفه المُعتدي فيفرض سيطرته أكتر على ضحيته، عشان كدة وجود الدعم من الأهل والصحاب هو الحاجة الوحيدة اللي قادرة تحسس المُعتدي إن الضحية دي ليها ضهر تتسند عليه فيبعد عنها تمامًا وبكدة هتقدر تتعافى من المتلازمة دي أو متقعش فيها أصلًا.