أهم 10 تجارب نفسية في التاريخ ساعدتنا نفهم نفسنا بشكل أوضح
ليه الناس بتعمل اللي بتعمله؟ وإيه الحكمة ورا تصرفاتهم دي؟
كتير قوي من اللي نعرفه عن العقل البشري جاي من تجارب نفسية اتعملت القرن الفات ده تحديدًا. من أول تجربة المطابقة لـ آش لحد تجربة مليجرام وتجربة سجن ستانفورد الشهيرة اللي اتكلمنا عنها هنا.
في المقال ده هتلاقي 10 من أشهر وأكبر نظريات علم النفس فعلًا ساعدتنـا لحد النهاردة عشان نقدر نفهم نفسنـا ونفهم اللي حوالينا بشكل أفضل:
1 – الإنسان فاشل بطبعه في تعدد المهام Multitasking – نظرية الانتباه الانتقائي
فاكر نفسك عندك قوة ملاحظة عالية؟ في طريقة واحدة عشان تتأكد. الفيديو ده عملوه إتنين باحثين في جامعة هارفارد إسمهم دانيال سيمونز وكريستوفر شابريس.
الفيديو بيطلب طلب بسيط جدًا من المشاهدين وهو إنهم يعدوا عدد نقلات الكورة “الباصات” بين النـاس اللي بتلعب وفي نص الفيديو جابوا شخص لابس لبس غوريلا وخلوه يعدي كدة في الفيديو.. ولما خلصوا عرض الفيديو ابتدوا يسألوا الناس عن عدد نقلات الكورة، ومعظم الناس جاوبت صح أو بتفاوت بسيط جدًا.. لكن المفاجأة إن معظم النـاس ملاحظتش الغوريلا اللي عدت في الفيديو!
التجارب النفسية دي أثبتت إن البشر غالبا بيبالغوا في تقدير قدرتهم على إنهم يقوموا بأكتر من حاجة ويركزوا فيها كويس في نفس الوقت.
2- صعب نقدر الحاجة اللي حوالينا، من غير ما ندفع تمنها
جوش بيل واحد من أشهر عازفين الكمان في 2007 قرر إنه ينزل محطة المترو في واشنطن ويلعب على كمانجته ويستمتع بردود فعل الناس وتقديرهم للموسيقى الجميلة اللي هو بيلعبها.
وللي مايعرفش -أو ماشافش في الأفلام الأجنبي- عزف الموسيقي في الأماكن العامة هي طريقة منتشرة لجمع الفلوس عن طريق إنه يسيب طاقية أو حاجة النـاس تسيب فيها اللي فيه النصيب تقديرًا منها للمزيكا دي ومساعده منهم للشخص اللي بيعزف (أو بيشحت بشياكة)..
جوش لم اليوم ده حوالي 32 دولار!
جوش اللي لسة عامل حفلة قبلها بيوم كانت التذكرة فيهـا بـ 100$ للفرد الواحد.. جوش اللي وقف في المترو يعزف على كمانجة تمنها لوحدها 3.5 مليون دولار! (بصوت فؤاد المهندس في مسرحية سك على بناتك) لم 32 دولار تقديرًا من الناس اللي في المترو لعزفه!
3- عشان تخلي حد يعمل حاجة لازم تخليه مبسوط وهو بيعملها
وده اللي أثبتته شركة فولكس واجن لما قررت إنهـا تركب بيانو على درجات السلم في محطة مترو الانفاق في ستوكهولم في السويد.
اللي حصل يومهـا إن 66% من الناس اللي بتطلع على السلم الكهربائي كل يوم.. قررت تبذل مجهود وتستخدم السلم العادي “البيانو” بداله وده في الحقيقة أصح وأحسن للجسم لأنها نوع من أنواع الرياضة حتى لو بسيطة.
النظرية أثبتت إن المتعة هي أفضل وسيلة تخلي الناس يبتدوا يغيروا عاداتهم.
4- اختبار المارشميلو – وتأثير الصبر على النجاح
بالرغم من إسم النظرية اللي يبان كوميدي شوية إلا إن اللي عملوها تعبوا فيها بصراحة، هاتعرف ليه دلوقتي..
سنة 1972 والتر ميشيل من جامعة ستانفورد عمل تجربة جميلة جدًا وسهلة خالص على حوالي 800 طفل أعمارهم بتتراوح بين 4-6 سنين. جاب كل طفل أو كل مجموعة أطفال وحطهم في أوضة وقدامهم ترابيزة عليها حتة مارشميلو كدة شكلها مُغري 🙂
وقال للأطفال “أنا هاسيبكم وأرجع كمان ربع ساعة بالظبط. لو لاقيت حتة المارشميلو زي ما هي وماكلتوهاش هاجيبلكوا حتة مارمشيلو تانية”
اللي حصل إن أكتر من 600 طفل ماقدروش يقاوموا حتة المارشميلو لمدة ربع ساعة وأكلوهـا (مع إنهم لو كانوا صبروا 15 دقيقة كانوا هاياكلوا اتنين مش واحدة)
كل ده عـادي.. أطفال وكدة.
الصايع في التجربة دي إنهم فضلوا متابعين الأطفال دول كلهم لحد مرحلة البلوغ (عشان كدة بنقول متعوب عليها) واكتشفوا إن النسبة اللي قدرت تصبر الربع ساعة في مقابل إنهم ياكلوا إتنين مارشميلو مش واحدة بس.. كانوا ناجحين أكتر في دراستهم ومحققين درجات أعلى في المدرسة.
5- الناس اللي حواليك مش بعددهم
معظم الناس بتفتكر إن لو حصلها حاجة لا قدر الله في منطقة زحمة هايبقى عندهم فرصة أكبر إنهم يلاقوا حد يساعدهم. أغم عليك في مترو، اتعاكستي في شارع زحمة، عطلان في صلاح سالم، وهكذا..
إنما الحقيقة إن في ظاهرة نفسية بتقول إن الناس اللي في محنة فرصة حصولهم على مساعدة أكبر بكتير لو عدد الناس اللي حواليه قليل أو مافيش حد حواليه أصلًا.
طبعًا المواقف بتحتلف على حسب الظروف وكدة .. بس تقدر تقارنها بسهولة بين شخص عطلان في صلاح سالم وشخص عطلان على طريق الزعفرانة.
- لما بتشوف شخص عطلان في صلاح سالم ممكن تفكر كالتالي: ما هو في ناس كتير أهو الحمد لله ممكن تساعده، أكير يعرف ميكانيكي وهايجيله، وهكذا..
- لما بتشوف شخص عطلان في طريق الزعفرانة مثلًا ممكن تفكر كالتالي: إحنا في صحرا ومافيش حد هايساعدوا، مافيش أي نوع من أنواع الميكانيكية هنـا، أنا لو مكانه هابقى عايز حد يقفلي، وهكذا..
6- نظرية الامتثال للمجموعة (حتى لو المجموعة غلط)
سلسلة من التجارب البسيطة اتعملت في الخمسينات كانت عبارة عن وضع 10 من الممثلين في أوضة واحدة قدام لوحة كبيرة فيها تلات خطوط مش طول بعض: أول خط (20سم) وتاني خط 30 سم وتلات خط 40 سم.
وإتطلب من الأشخاص الطبيعية إنهم يخشوا الأوضة دي مع الممثلين (كل شخص لوحده بالدور يعني).. ثم اتطلب من الـ 11 شخص اللي موجودين في الأوضة كلهم (10 ممثلين + 1 شخص طبيعي) إنهم يحددوا أطول خط من الخطوط التلاتة!
الـ10 ممثلين دايمًا كانوا بيختاروا الخط التاني (الـ30 سم) ويقولوا إن ده أطول خط.. وبعدين يشوفوا رد فعل الشخص الطبيعي هايبقى إيه؟
النتيجة كانت للأسف إن 90% من الناس الطبيعية شكت في نفسها وقررت إن الخط اللي طوله 30 سم أطول من الخط اللي طوله 40 سم.. لأنهم شافوا إن كل الناس التانية أجمعت على كدة!
في عبرة هنا نحب نقولهلكوا: حلو إنك تعرف ناس كتير وتشوف وتتعلم وتبني خبرة تخليك تاخد قراراتك صح.. إنمـا وقت اتخاذ القرار نفسه حاول قدر الإمكـان تبقى لوحدك.
7- العنف في السلوك البشري إيه مصدره؟
خلال الستينيات، كان في كتير من الجدل حوالين إن العوامل الوراثية، والعوامل البيئية، هم اللي بيأثروا على نمو الأطفال.. و “إكفي القدرة على فُمهـا” والجو ده.
سنة 1961 في باحث إبن حلال إسمه ألبرت باندورا جاب لعبة على شكل عروسة ياباني صغيرة كدة وعرض على مجموعتين من الأطفال الأمريكيين مشهدين مختلفين للعروسة.
خد بالك إن وقتها كان في ما صنع الحداد بين أمريكا واليابان
- المجموعة 1: عرض عليهم شخص بيضرب العروسة
- المجموعة 2: عرض عليهم شخص بيلعب عادي بالعروسة
- المجموعة 3: أو “مجموعة التحكم” ودول ماعرضش عليهم حاجة أساسًا
* هدف مجموعة التحكم إنها تشوف رد فعل الأطفال اللي مشافوش سواء مشهد واحد أو مشهد اتنين عشان يقدر يقيس الرد الطبيعي أصلًا للأطفال تجاه العروسة.
- لما مجموعة 1 خدوا العروسة في إيدهم عشان يلعبوا بيها قلدوا السلوك العدواني
- ولما مجموعة 2 و3 خدوا العروسة في إيدهم عشان يلعبوا بيها مأظهروش أي سلوك عدواني
وده أثبت بكل بساطة إن العنف إحنا بنتعلّمه، مابنورثهوش.
8- النظرية العلمية ورا “رد الفعل” – كلب بافلوف
الموضوع كان طبيعي لما العلامة الروسي “بافلوف” لاحظ كمية اللعاب اللي بيفرزه الكلب بتاعه كل لما بياكل. لكن اللي لفت نظره قوي إنه لاحظ إن الكلب ابتدى لعابه يسيل يوم بعد يوم بمجرد بس دخول “بافلوف” عليه بالأكل. اللي خلاه ياخد التجربة لحتة أبعد شوية وأبتدى إنه يرن جرس في كل مرة قبل ما يدخله الأكل بتاعه.
اللي حصل بعد كدة إن الكلب إبتدى لعابه يسيل بمجرد ما يسمع صوت الجرس.. حتى لو مافيش أي أكل في المشهد! ومن هنا طلعت نظرية في علم النفس إسمها “الارتباط الشرطي.”
التجربة تبان بسيطة لكن نتايجهـا كانت مُهمة جدًا:
زي قانون الاستثارة: حدوث الاستجابة الشرطية (سيل اللعاب) في حال تمت المزاوجة بين المثير الشرطي (الجرس) والمُثير الطبيعي (الأكل) مما يؤدي إلى أن يكتسب المثير الشرطي (الجرس) خواص المثير الطبيعي (الأكل) ويقوم مقامه.
مش لازم تفهم القانون الملخبط ده لكن يكفي إن إنت تعرف إن كتير قوي من الرهاب أو الفوبيا بتبدأ بعد تجربة سلبية عدى بيها الشخص. على سبيل المثال، بعد ما يحصله حادثة عربية كبيرة لا قدر الله حتى لو مكانش سايق (المُثير الطبيعي) ممكن جدًا يتطور عند البني آدم خوف كبير من السواقة (المثير الشرطي).
بافلوف كمان اكتشف إن استجابة الكلب (اللعاب يعني) هايبتدي يوقف لما المثير الطبيعي (الأكل) ييطل يتربط بالـمثير الشرطي (الجرس) لفترة طويلة. يعني المفروض إن المُثير الشرطي ده تأثيره لوحده على الكلب مؤقت ومحتاج كل فترة يتربط تاني بالمثير الطبيعي اللي هو الأكل.
نفهم من ده إيه؟ إنه طبيعي جدًا لما الشخص يعمل حادثة يتعقد (بالبلدي كدة) من السواقة لفترة معينة .. اللي مش طبيعي إنه يفضل خايف من السواقة لفترة طويلة.
9- إحنا مابنركزش قوي في اللي بيحصل حوالينا
وأحيانًا ما بنركزش خالص
التجربة كانت عبارة عن تعليق منشور -من اللي بيتلزقوا عالحيطة دول- فيه صورة طفل ضايع من أهله ومكتوب في الصورة مواصفات الطفل ومعلومات التواصل مع الأهل ومكافأة مالية وصورتين للطفل عشان الناس تتعرف عليه بسهولة.
المنشور ده اتعلق قدام المحلات اللي عليها ضغط كبير دايمًا زحمة في لندن.
كل النـاس اللي كانت بتخرج من المحلات كانت بتبص على المنشور وتقرا فيه حوالي دقيقة أو دقيقتين وماخدوش بالهم إن الطفل اللي صورته في المنشور كان واقف قدامهم طول الوقت.
10- التجربة العلمية ورا “حنان الأم”
العالم هاري هارلو عمل تجربة غريبة على القرود عشان يقيس مدى تعلق الأطفال بأمهم.. لأن كان فيه جدل بيقول إن سبب تعلق الأطفال بأمهم هو إن الأم هي مصدر الغذاء للطفل. هاري عمل سلسلة من التجارب المثيرة للجدل سنة 1960، كشف عن أهمية حب الأم لنمو الطفولة السليمة. عمل إيه بقى؟ فصل القرود عن أمهاتهم بعد ساعات قليلة من ولادتهم، وحطهم مع اتنين من الأمهات البديلة.
الأمهات البديلة دي كانت عرايس (مش قرود حقيقية).. أم عروسة مصنوعة من الأسلاك بس معاها بيبرونة لبن. وأم تانية مصنوعة من القماش الناعم ومابتقدمش أي نوع من أنواع الأكل.
المثير للاهتمام أن القرود الصغيرة دي قضوا وقت أطول بكتير مع الأم القماش بالرغم من جوعهم، وده أثبت إن إحساس الحنان اللي جاي من القماش كان أهم بكتير للقرود من الأكل.. فما بالك لو الأم حقيقية؟!