متلازمة ستوكهولم: ليه القط بيحب خنّـاقه؟
غالبًا ما بيندهش الناس من ظروفهم النفسية وردود أفعالهم في أوقات معينة. مثلًا الناس المصابين بالاكتئاب بيحسوا بذهول لما يفتكروا انهم فكروا في وقت من الأوقات انهم يموتوا نفسهم. وكذلك الناس اللي تعافت من أزمة نفسية حادة لما يفتكروا أعراضهم وسلوكهم خلال مرضهم. وبيكون الرد الشائع دايمًا هو “مش مصدق اني عملت كده”. وده برضه بينطبق على متلازمة ستوكهولم.
متلازمة ستوكهولم عبارة عن ظاهرة نفسية غريبة حبتين إنما لو ركزنا شوية هتلاقيها منشرة عند ناس كتير وبتخلي الشخص يتعاطف أو يتعاون مع عدوه أو مع الشخص اللي أساء إليه بأي شكل من الأشكال.
بالنسبة للناس اللي عندها متلازمة ستوكهولم فدايمًا بيكون ردودهم:
- “عارف اللي عمله فيه، لكني لسه بحبه”.
- “مش عارف ليه، عارف انه ممكن يكون جنون، لكني مفقتده”.
الناس اللي حوالين الشخص المصاب بمتلازمة ستوكهولم بيحسوا بدهشة وصدمة لما يسمعوا التعليقات دي أو يلاقوا الشخص ده بيرجع للشخص اللي بيُسيء ليه. على الرغم من انه اجتماعيًا ممكن يكون الموضوع غريب إلا إنه نفسيًا منطقي.
المحتويــات
أصل اسم متلازمة ستوكهولم
في 23 أغسطس 1973، دخل اتنين مسلحين بنك من البنوك في ستوكهولم بالسويد. احتجز اللصوص أربع رهاين لمدة 131 ساعة لغاية ما تم انقاذهم. الغريب اللي حصل هنتكلم عليه دلوقتي، بعد انقاذهم، رغم ان المخطوفين تعرضوا للتهديد والإيذاء لأكتر من 5 أيام، إلا ان من الواضح انهم كانوا بيدعموا اللصوص وكانوا خايفين من الشرطة اللي جت وانقذتهم. ومش بس كده، لأ كمان حسوا ان اللصوص كانوا بيحموهم من الشرطة.
على الرغم من ان حالة تعاطف الشخص اللي بيتم الاعتداء عليه مع الشخص المعتدي بيعرف دلوقتي باسم “متلازمة ستوكهولم” إلا ان الترابط العاطفي ده كان قصة معروفة قبل حادثة ستوكهولم. وده بيظهر في دراسات وأبحاث اتعملت قبل كده على حالات رهاين أو سجناء زي:
- الأطفال اللي تم الاعتداء عليهم
- الستات اللي تم الاعتداء عليهم
- رهاين الحروب
ممكن نقول ان متلازمة ستوكهولم مش مرتبطة بس بالرهاين أو الخطف لكنها مرتبطة بالعلاقات الأسرية والشخصية كمان. ممكن يكون الشخص المعتدي ده زوج أو زوجة، صديق أو صديقة، أب أو أم.
أعراض وسلوكيات مرتبطة بمتلازمة ستوكهولم
عشان نفهم سبب دعم الضحايا وحبهم وحتى الدفاع عن المعتدين عليهم لازم نفهم مكونات متلازمة ستوكهولم.
كل متلازمة ليها أعراض أو سلوكيات مرتبطة بيها، ومتلازمة ستوكهولم مش استثناء. وعلى الرغم من ان الباحثين موضحوش قايمة بالظبط للأعراض دي، إلا اننا قدرنا نجمع عدد من السلوكيات والأعراض اللي ممكن تكون موجودة:
- الشخص المظلوم بيحس بمشاعر ايجابية ناحية الشخص اللي بيعتدي عليه
- الشخص المظلوم بيحس بمشاعر سلبية ناحية عيلته أو صحابه أو الناس اللي بيحاولوا ينقذوه أو يساعدوه عامه.
- الشخص المظلوم عنده دعم وتأييد غير منطقي لسلوك وتفكير المعتدي
- سلوكياته بتدعم المعتدي واحياناً بيساعده انه يمارس ظلمه
- عدم القدرة على المشاركة في اي سلوك يساعد على تحرير نفسه من الارتباط ده
ايه أسباب متلازمة ستوكهولم؟
في الحالات دي ممكن الناس تخضع لمتلازمة ستوكهولم:
- لو عندهم قناعة ان الشخص المعتدي ده ممكن يقتلهم. ولما ميموتهمش بيتولد عندهم مشاعر امتنان وارتياح انهم مامتوش.
- العزلة. يعني يكون مبيسمعش غير وجهة نظر المعتدي وبس.
- القناعة بان الهروب من الموقف ده مستحيل
- المبالغة في رد الفعل تجاه عطف المعتدي واعتبار ان العطف ده رعاية وعناية.
- مرور كذا يوم على الاعتداء
بشكل عام بيعاني ضحايا متلازمة ستوكهولم من العزلة الشديدة والإيذاء الجسدي والمعنوي كمان وده بيظهر في حالات زي اعتداء الزوج على زوجته أو اعتداء شخص على طفل أو أسرى الحروب أو الاختطاف. كل حالة من الحالات دي ممكن تخلي ان الضحية تبتدي تدعم المعتدي كوسيلة للنجاة.
وهو رد فعل مشابه لغسيل المخ. بيظهر على الضحايا نفس الأعراض اللي بيعاني منها المصابين باضطراب ما بعد الصدمة (PTSD) زي الأرق وصعوبة التركيز وانعدام الثقة والتهيج والتشويش.
الشخص المُصاب بمتلازمة ستوكهولم بيكون عنده ولاء للشخص اللي بيأذيه زي بالظبط لما يتعاطف المخطوف مع المُختَطِف لدرجة إنه ممكن يدافع عنه ويتضامن معاه! متلازمة ستوكهولم ليها علاقة كبيرة بالصدمة عامة، يعني مش لازم الشخص يكون إتأذى أو اتخطف أو أغتصب وهكذا .. إنما ممكن جداً يبقى نتيجة ترابط عاطفي قوي بين شخصين واحد منهم بيضايق أو بيعتدي أو بيهدد أو بيضرب أو يخوف الشخص التاني.
واحدة من النظريات اللي بتفسر السلوك ده، ان الارتباط العاطفي ده هو عبارة عن استجابة الفرد للصدمة وتحوله لضحية. وإن التضامن مع المعتدي هو واحدة من الطرق اللي بيدافع بيها الضحية عن نفسه. إزاي يا جدع؟
لأن الضحية لما تؤمن بنفس افكار وقيم المعتدي فالنتيجة إن الافكار والتصرفات دي مش هاتعتبرها الضحية تهديد وهاتعتبرها شئ عادي وده بيخليها تقدر تتكيف معاه.
حالات مشهورة أصيبت بمتلازمة ستوكهولم
- باتي هيرست: هي واحدة من أشهر الحالات اللي أصيبت بمتلازمة ستوكهولم، وهي من عيلة غنية معروفة اتخطفت سنة 1974 وبعد شهرين من اختطافها والاعتداء عليها اتطوعت مع اللي خطفوها واعتنقت افكارهم وشاركت في اكتر من سرقة، لحد ما اتقبض عليها وتم ادانتها واتحكم عليها بـ 35 سنة سجن في عام 1975. وبعدين اتخفف الحكم واطلق سراحها في عام 1979 بعفو رئاسي من الرئيس كارتر.
- اليزابيث سمارت: خطفها شخص مسلح وهي عندها 14 سنة عام 2002، وبعدين خدها للغابة وجعلها زوجة تانية ليه. وخلال 9 أشهر أتنقلوا من مكان للتاني وكان الخاطف بيجوعها ويربطها في شجرة ويغتصبها. وبعد ما اكتشفت الشرطة ده وقدرت تقبض عليها قالت اليزابيث ان الفرصة جاتلها كذا مرة عشان تهرب لكنها مهربتش.
- ماري ماكلروي: سنة 1933، 4 أشخاص خطفوا ماري. خلال مدة الحجز (لمدة 34 ساعة) اتصحابت ماري على خاطفيها، وبعد القبض عليهم والحكم عليهم بالسجن، حست ماري بالذنب ودخلت في حالة شديدة من الاكتئاب. وكانت بتزور خاطفيها باستمرار في السجن. وبعد موت والديها انتحرت ماري في عام 1940.
متلازمة ليما
وهي عكس متلازمة ستوكهولم. اللي بيحصل هنا هو ان الشخص المعتدي بيبتدي يتعاطف مع الشخص اللي بيعتدي عليه.
متلازمة ليما اتسمت كده بعد حادثة خطف حصلت في السفارة اليابانية في ليما عاصمة بيرو. في 1996، احتجزت حركة عسكرية مئات من الرهاين. وخلال ساعات قليلة اطلق الخاطفون سراح معظم الرهاين ومن ضمنهم شخصيات هامة بسبب التعاطف معاهم.
ماتستغربش قوي كدة، في أنواع كتير قوي من العلاقات اللي بنشوفها كل يوم فيها كتير من السمات النفسية للارتباط مع الخاطف أو الآسر اللي اتكلمنا عنهـا زي الزوجة اللي بتتعرض للضرب من جوزها وتيجي تسئلها تلاقيها بتدافع عنه. زي مثلاً العلاقة بين العساكر المتدربين والمخضرمين خلال التدريبات العسكرية، وضمن عصابات الشارع وضمن السجون. هتلاقيها كتير برضه في الممارسات الجنسية الشمال زي السادية وماسوشية.