متلازمة المنقذ : إنت مش سوبر هيرو

من القصص والروايات اللى وصلت للناس بشكل غلط، أنه زى ما أحيانا بيحصل في الحياة الواقعية: كان في مرة طفلة صغيرة مؤمنة أن كل الحاجات الكويسة هتحصلها لو كانت إنسانة كويسة وبتساعد الناس دايما.

هي دايما موجودة علشان أهلها وأسرتها، حتى أنها رفضت وظيفة أحلامها لأنها كانت في مدينة تانية بعيد عن أهلها وأسرتها. دايما بتساعد أصحابها، بتسلفهم فلوس، بتحاول دايما تنصحهم علشان يخرجوا من المشاكل.

ممكن أصحابها في الشغل يعتمدوا عليها، وغالبا ممكن متكملش أو تتأخر عن تسليم مشاريعها علشان تساعدهم. دايما بتقرب من الرجال اللى بيعانوا من مشاكل خطيرة زى ( المدمنين، العاطلين عن الشغل، غير متوازنيين عاطفيا )، النوع ده من الرجالة اللى بيكونوا في حاجة شديدة للمساعدة.

بعد حوالى 10 سنين من الأسلوب ده، حست أنها بائسة. هي ملاقتش الحب والتقدير اللى كانت مستنايهم، أغلب الناس بدأت تتعامل مع مساعدتها ليهم على أنه أمر مسلم بيه، حياتها مكانتش بالطريقة اللى هى بتتمناها. في الحقيقية هي دى المعاناة اللى بيحس بيها اللى عنده “متلازمة المنقذ”.

  • ايه هي متلازمة المنقذ؟

متلازمة المنقذ هي بناء نفسى بتخلى الشخص حاسس بحاجته أنه ينقذ باقى الناس. وبيكون عنده ميل قوى أنه يدور على الناس البائسة اللى محتاجة مساعدة ويساعدهم، وغالبا التضحية بنفسهم واحتياجاتهم من أجل مساعدة الناس.

في جوانب كتيرة في متلازمة المنقذ وليها جذور كتيرة. واحدة من جذورها الأساسية بيتكون من  اعتقاد الشخص المنقذ بأنه لو دايما ساعد الناس هيحصل على حبهم وموافقتهم وهيكون عنده حياة سعيدة زى ما بنسمع في الحكايات.

  • “هيوستن.. لدينا مشكلة”

(وهى من العبارات الشهيرة في عالم الرحلات الفضائية، وهي العبارة التي أطلقها رائد الفضاء الأمريكي “جيمس لوفيل”، للاستغاثة أثناء وجوده على متن مهمة “أبوللو 13” المتجهة إلى القمر).

غالبا، في الحياة الحقيقة،  الناس بتتعامل مع المنقذ أن مساعدته واجب، بدل ما يكونوا ممتنين ليه، بيعتادوا دايما على المساعدة وبيتوقعوها ويمكن لو مقدرش يساعد يتهموه بالتقصير. هما بيحسوا أن ليهم الحق أنهم يحصلوا على المساعدة دى، وده ببساطة لأنهم بيكونوا محتاجين للمساعدة لأنهم اعتادوا عليها. كمان، وضع أولويات واحتياجات الآخرين في المرتبة الأولى بيخليك تهمل احتياجاتك ومتطلباتك الخاصة. في حين أن المنقذ بيحس بالسعادة لأنه بيساعد الناس، لكن في نفس الوقت أكيد بيحس بالمرارة والإحباط.

  • إعادة صياغة مفهوم الشخص النبيل

من هنا الموضوع بيكون أسوأ: ناس كتير بيعانوا من متلازمة المنقذ، بالرغم من أنهم بيكونوا مدركين أنهم فعلا بيعانوا من المتلازمة وأنهم يستحقوا يكونوا في ظروف أحسن، لكن مش بيحاربوها أو يقاوموها.

هما مش بيكون عندهم ميول ماسوشية ( تعذيب النفس)، هما عندهم اعتقاد تانى وهو أن المنقذ حتى لو ملقاش التقدير اللى بيدور عليه، لكن أكيد من النبل والشهامة أنه يعمل كده. هما بيفكروا أنهم أكيد أحسن من غيرهم لأنهم دايما بيساعدوا الناس من غير أي مقابل.

هل عندك فكرة قد ايه ده غباء؟ مش نبل أبدا أنك تضحى بنفسك من أجل الناس طول الوقت في حين أنك بتتألم على المستوى االنفسى. لو شاكك أنك بتعانى من متلازمة المنقذ أو قريب منها، أحسن حاجة ممكن تعملها هي مواجهة نتايجها في حياتك وأنك تعرف أنها مش من النبل ولا هي عملية.

اتعلم أنك تدى وتسأل عن اللى أنت عايزه، أنك تساعد الناس ويساعدوك. هي دى الطريقة الصحية أنك تستخدم مهارات التعامل وتتفاعل من الناس، متحرقش نفسك ودايما اسأل نفسك هل الناس فعلا محتاجة المساعدة ولا مجرد تعود ثم استغلال؟

اترك تعليق