ازاى السوشيال ميديا بتتلاعب في وجهات نظرنا فى تحديد الإنسان الناجح أو الفاشل
الأكيد أن وسائل التواصل الاجتماعى أو السوشيال ميديا ليها مميزات كتيرة: إعلانات مجانية، فرص لا نهائية للتواصل، البقاء على اتصال مع أصحاب زمان. لكن كمان في جانب سئ في أنك تفضل على ” تواصل ” طول الوقت أو بشكل غلط ولأن وسائل التواصل الاجتماعى غيرت الطريقة اللى بنبص بيها لنفسنا وللناس من غير ما نقصد، والموضوع كل مدى بيزيد سوء..
وهم فكرة ” نمط الحياة المثالى ” بيخلينا نبص لحياتنا بشكل سلبى.
وسائل التواصل الاجتماعى مبقتش مجرد مشاركة لأفكار أو لأفعال بين أصحابك، لكن كمان بقت شكل من أشكال إثبات النفس، إنشاء علامة تجارية، مشاركة نمط حياتك.
مهما كان نمط الحياة المعروضة على السوشيال ميديا مزيف ومش حقيقي، كثير من الناس اللى بيتابعوا بيصدقوا دايما الصورة المزيفة عن الحياة المثالية المثيرة اللى بيعشها الناس وخصوصا المشاهير والفنانين. لكن إلى حد ما، في ناس استغلت وسائل التواصل الإجتماعى في أنها تخدم حياتها المهنية، وبالتالي كل اللى بينشروه للعرض هو في الحقيقة كان يستحق النشر.
بالرغم من أن الحقيقة مخيبة للآمال، لكن وسائل التواصل الاجتماعى بتخلى الإنسان يحس أن حياته ناقصة حاجات كتيرة وأنها مش كويسة بما فيه الكفاية.
الناس بتبدأ تقيم نفسها على أساس عدد المتابعين واللايك والتعليقات، كأن فعلا العدد هو اللى هيدلهم القيمة الحقيقية، وأحنا كمان بقينا نحكم على الناس على الأساس ده.
وسائل التواصل الاجتماعى كمان بيكون ليها تأثير على الأطفال والبالغين والتنافس بينهم في أنهم بيسعوا طول الوقت لفكرة ” المثالية الزائفة “عن طريق أنهم يوصلوا لعددد متابعين أكتر وبالتالي لايك أكتر ومعجبين أكتر.
في وسائل التواصل الاجتماعى، الناس بيكون عندها الحرية في إظهار الجانب اللى هما بيختاروه وعايزين الناس تشوفه. الكتير من الصور ” المثالية ” بتحتاج مجهود وتخطيط كبير في أنها تطلع بالشكل ده. الناس بيقضوا ساعات في التصوير علشان يقدورا يطلعوا صورة مثالية، كمان الدراسات أثبتت أن الناس اللى بيسعى للنمط الحياة المثالى المعروض طول الوقت، بيكون عليهم ضغط كبير وبيعانوا من القلق الدائم والاكتئاب.
– ” الفومو ” : الخوف من أنه يفوتك شيء
لما بنفتح مواقع التواصل الاجتماعى وبنبدأ نشوف حياة الناس التانية اللى أوقات ممكن نشوفها – من وجهة نظرنا – أحسن من حياتنا، بنبدأ نحس بالتشتت وكمان بنكون ناقمين لما نشوف حد قدر يوصل لحاجة وأحنا لسه موصلناش. أوقات كتير ممكن يحصل أننا نحس بالغيرة لما بنشوف صور بتعبر عن حياة مثيرة ومليانة مغامرة لو مش متوفرلنا نفس الظروف. ” الفومو” وهو خوفك من أنه يفوتك شيء، هو الإحساس السلبى اللى بنحسه لما بنكون عايزين نعرف الناس بتعمل ايه وشعور الغيرة اللى بيليه لما بنلاقى شخص – من وجهة نظرنا – حياته أفضل، الاستمرار في متابعة الناس بشكل مبالغ فيه بيخلينا دايما عايزين الأكتر ودايما مش راضيين عن حياتنا مهما كانت حياتنا كويسة وكمان بنحس بتوتر شديد لو مقدرناش نحقق اللى غيرنا حققه.
– متحطش كل طاقتك في ” السوشيال ميديا “
على الرغم من أن وسائل التواصل الاجتماعى ليها سيطرة كبيرة على كل حاجة في وقتنا الحالي، لكن في برده ناس وسطنا قدروا أنهم يعيشوا من غير ما يعتمدوا عليها أو يكون عندهم الحد الأدنى من الاتصال بيها. حاول عن طريق الحيل دى أنك تقلل من سيطرة وسائل التواصل الاجتماعى على حياتك:
1- افهم واستوعب أن كل ده ” وهم ” :
هل أنت مدرك كم الوقت والجهد اللى بيضيعوا في أن يبقى عندنا وسائل تواصل اجتماعى ” قوية “؟ هي زى الوظيفة التانية، لأنها بتتطب ساعات للتخطيط والتنفيذ. بداية من ساعات التصوير واختيار ” الفيلتر”، “الهاش تاج”… وغيرها من الاختيارات التانية. تخيل الوقت اللى كان ممكن تستمتع بيه فعلا وسط أهلك أو أصحابك وتتفاعل مع الناس اللى فعلا حواليك بدل ما تحاول تثبت كل ده في صورة.
2- اعمل وقفة وخد راحة:
خد وقت أنك تقطع الاتصال وتبعد عن الضغوطات والتوقعات من وسائل التواصل الاجتماعى حتى لو لمدة يوم واحد. أكيد عدى عليك وقت من غيرها، الوقت ده كان هو مفهوم ” الحرية “. اتحدى نفسك، وحط مكافأة لنفسك في النهاية. حاول بعد كده أنك تقطع التواصل لمدة 3 أيام. امسح التطبيقات، اعمل كل حاجة ممكن تساعدك أن ميكونش عندك اختيار تانى. في الوقت ده، حاول تهتم بنفسك، تشوف أولوياتك في الحياة، تقضى وقت مع أهلك، تخرج مع أصحابك أو أي حاجة تحب تعملها. كل لما تبدأ في قطع التواصل وتعيش الحياة الحقيقية، كل ما تدرك قد ايه فعلا كان ليها آثار سلبية عليك.
3- دور على الحاجة اللى بتديلك طاقة وحماس:
أكيد أنت مش مخلوق علشان تقضى حياتك قدام شاشة 24 ساعة، أكيد كمان بيكون عندك اهتمامات تانية مش متعلقة بالموبايل أو الكمبيوتر، حاول ترجع لاهتماماتك وشغفك في الحياة، ممكن تقرا كتاب أو تسافر أو تتعلم حاجة جديدة يكون بعيد تماما عن الموبايل. تطوير مهاراتك هيعزز عندك احترام النفس، وهيساعدك كمان تدرك أنك تستحق أنك تكون موجود في العالم الحقيقى. وأفضل طريقة علشان تعيش الحياة صح هي أنك تعيشها لنفسك.
4- دور على الناس اللى شبهك:
ممكن متصدقش، بس في ناس لحد دلوقتى (بنسبة قليلة جدا) معندهمش أي حسابات على وسائل التواصل الإجتماعى. فهموا أضرارها ونتيجتها السلبية عليهم واختاروا رفضها، أنت مش مطالب بأنك تعمل زيهم، لكن اتعلم من اللى عملوه. أكيد الموضوع هيكون مخيف أكتر لو أغلب الشخصيات كانوا بس في العالم الافتراضى، لكن تقدر تكون على تواصل معاهم في العالم الحقيقى وتستفاد من فن المحاثة وجها لوجه، لأن مفيش مقارنة أنك تتعامل مع حد في العالم الافترضى على العكس من أنك تتواصل معاه في الواقع.