الحماس ما بيأكلـش عيش
قبل ما نخش في صراع حضاري بين الحماس والواقعية والتخطيط والعقل وهكذا .. خلينـا أسئلك سؤال بسيط جداً .. “إيه اللي بيخليك مُتحمـس قوي لحـاجة؟”
أو السؤال بطريقة عملية أكتر “لما انت كنت مُتحمـس قوي للمشروع اللي انت بدأت فيـه من فترة، ليه ما كملتش فيه؟”
أول ما هاتسمـع السؤال هاتبدي ترص كل الحاجات اللي وقفت في طريقك ومنعتـك من إنك تمشي ورا حلمك الفلاني، ودي هاتبقى إجـابة منطقية جداً لكن مش كـافية. إجابة ما بتعلمـش حـاجة ولا بتفرق في المُستقبل معـاك في حـاجة، لأن ببسـاطة مافيش حاجة سالكة. وماعتقدش في حد عمل حـاجة كويسة في حياته من غير مايقابل مشاكل كانت ممكن توقفه.
طيب إيه اللي بيخلي النـاس عـامة تتحمس لأي حاجة؟ باختصار كدة الحمـاس ممكن يبقى حقيقي وممكن يبقى مُزيـف ومش هاتعرف ده غير لما خبرتك في الحياة تزيد شوية وتمر بكذا فيلم يعلموك الموضوع ده بالطريقة الصعبة.
من ضمن أهم الدوافع الحقيقية لـ الحماس :
- أقوى حـاجة هي الإنتمـاء: إنك تلاقي نفسك في الحاجة اللي بتعملهـا (أياً كـان الهدف) ومش قصة تأدية واجب وخلاص.
- العلام: من الحاجات القوية برضه هي انك تبقى داخل قصة جديدة عشـان تتعلم وتاخد التجربة لآخـرهـا.
- المُقـابل المـادي أو المعنـوي: ودول بيختلفوا حسب كل شخص، إنمـا الأكيد إن المقابل المعنوي دايماً بيبقـى أقوى من المقابل المـادي، غير إن تأثيره أطول.
- القيمة: إنك تبقى عـايز تقدم قيمة للمكـان اللي انت عايش فيه اللي هو الدنيا.
من ضمن أهم الدوافع المُزيفة لـ الحماس :
- التقليد: أسوأ فخ ممكن تقع فيه لأنـك بتقلد من غير ما تقصد. وبتشوف اللي حواليك بيتجـوزوا مثلاً، فبيتهيألك إنـك غلطـ فبتروح تغلط غلطة أكبر وتتسرع.
- العنـد: زي مثلاً إن حد اتحداك تنـجح فقررت إنك تنجح بس عشـان تغيظه؟ ماشي حلو! يلا بينا!.. إنما اللي مش حلو إن الدافع بتاعك أهبل ووقتـي.
- قلة الخبرة: من أكتر الحاجات المُزيفة .. زي مثلاً اي فكرة جديدة فكرت تعملها وقررت إنهـا هـتاخد منك وقت ومجهود قد كذا. وتكتشف بعد كدة إنهـا هتاخد وقت أو مجهود أو إمكانيات أكبر من اللي إنت كنت فاكره. لو ماعندكش خبرة في الحياة وخبرة في شغلك وخبرة مع نفسك في فهم نفسك .. مش هاتقدر توظف حماسك بشكل صح.
ما تضحكـش على نفسك ودور كويس جداً جواك قبل ما تاخد خطوة مصيرية في حياتك. ولو خدت الخطوة غلط ما تقلقش برضه. بس عالأقل إتعلم وخد قرار إنك حتى لو فشلت في الفكرة اللي بعدهـا؛ مش هايبقى لنفس السبب الأولاني.