معلومات لازم تعرفها عن مرض السرطان
السرطان ، أكتر حاجة لاحظتها في مصر هي إن ناس كتير (كتير فعلًا) فاكرة إنه مرض مُعدي.
فتلاقيهم “بيخافوا” يتعاملوا مع المرضى تمامًا، خوفًا من العدوى.
وخلينا نقول إن الخوف كلمة أخف بكتير من كلمة “القرف” واللي هي في أذهان ناس كتير.
وللأسف، كان منظر إتكرر قدامي كتير إني اشوف طفل مريض بالسرطان قاعد بياكل وجبة، فالأمهات إما بتبعد عنهم تمامًا وبينقلوا لترابيزة تانية.
أو، ودي كانت من اسوأ الحاجات اللي شوفتها في حياتي..
بيقولوا لأطفالهم: “بُص لو مبطلتش تعمل كذا، هيجيلك سرطان وتبقى زيه كده” التربية في مصر واصلة لمستوى كارثي، دي حقيقة.
الحاجة المُنتشرة أكتر، ووسط شريحة كبيرة من الطبقة الوُسطى.. هي إنهم بيقولوا عليه “المرض الوحش” او “البطّال” حتى لو قدام مريض بالسرطان. بيحسسوهم إنها نهاية حياتهم خلاص!
السرطان مش مرض مُعدى عمومًا، إلا لو هتنقل عضو مريض بالسرطان لشخص سليم. ولو كان إتسبب من عدوى بكتيرية او فيرس، والفيرس إتنقل لشخص سليم.. فده مش معناه ان السرطان هيتنقل.
والمرض برضو مش معناه الموت المُحتم. في علاج. إحنا مش في القرن التسعتاشر يعني.
المرض ببساطة:
خلايا الجسم عمومًا ليها خصائص واضحة، زى إنها بعد ما تنقسم، بتعيش لفترة معينة، وتموت، وتيجي خلية تانية تكمل مكانها. زى مثلًا إن خلايا الدم بتعيش لمدة أربع شهور (100 لـ120 يوم) في البالغين، وتلات شهور (80 لـ 90 يوم) في الأطفال.
وبعدين تكبر في السن وتعجّز، وتسلّم نفسها للكبد والطحال علشان تتكسر وعمرها ينتهي.
لكن الخلية السرطانية بقى مش عاوزة تموت.
يعني بتفضل تكبر حتى بعد ما عمرها الإفتراضي يخلص، وبتلعب في عداد عمرها علشان تفضل عايشة. (في حاجة إسمها التيلومرات، زى تاريخ الصلاحية بتاع أى منتج. الخلايا السرطانية بقى بتلعب في ده علشان تفضل عايشة وبتزود تاريخ صلاحيتها بنفسها.)
ده غير إنها بتقسّم نفسها بسرعة عشان يبقى في منها كتير.
المفروض الخلايا الطبيعية بتتعمل علشان الجسم محتاجها في مكان مُعين هتموت فيه خليه تانية.. لكن دي لأ، بتكوّن نفسها حتى لو الجسم مش عاوز ده.
والمفروض برضو إن الخلايا الطبيعية بتلزق نفسها في الخلايا التانية علشان تعرف تأدي وظيفتها. لكن الخلية السرطانية، علشان مش بتعرف تعمل ده، فبتفضل تتحرك لأماكن كتير، وتنسخ نفسها وهي بتتحرك، وده اللي بيخلي المرض “ينتشر”.
وده يودينا للنقطة الجاية.
تشخيص المرض
بيتقسم لأربع مراحل، حسب خطورة العضو المُصاب، وحسب إنتشاره في الجسم:
- الأولى: معناها إنه صغير نسبيًا وموجود في المكان اللي بدأ فيه بس (منتشرش لأعضاء تانية)
- التانية: معناها إنه أكبر شوية من المرحلة الأولى، وممكن يكون إنتشر للعقد الليمفاوية (فلاتر جهاز مناعة الجسم ببساطة) ودي مسؤولة عن محاربة المرض، فلما تتصاب، المرض بيبقى أقوى.
- التالتة: معناها إنه انتشر أكتر من المرحلتين اللي فاتوا، وبدأ ينشر نفسه في المناطق القريبة ليه وفي العقد الليمفاوية نفسها. (بيحارب جهاز المناعة عشان يستمر في الإنتشار).
- الرابعة: دي معناها إنه انتشر لعضو تاني غير اللي بدأ منه. وده خطر.
وبُناءًا على المرحلة، بتتحدد جرعة العلاج الكيميائي للمرض.
العلاج ده ببساطة بيهاجم الخلايا سريعة النمو لإن دي من أهم خصائص المرض.
لكن في خلايا تانية سريعة بتتاخد في الرجلين وبتتحارب من العلاج. زى خلايا الشعر.
آثار العلاج
مش شعر الرأس بس، شعر الجسم عمومًا، حتى الحواجب والرموش.
ودي بتبقى مرحلة صعبة قدام المريض، فبيفضل إنه يحلق شعره بنفسه قبل ما ده يحصل. الشعر زينة.
وبتبقى أصعب عمومًا مع الإناث، حاجة زى كده معتادة في حياة الذكر مثلًا، علشان الخدمة العسكرية أو ما شابه.. لكن إن بنت تتقبل ده.. صعبة، ودي محتاجة أكبر دعم ممكن.
لحسن الحظ، فقدان الشعر ده بيبقى مؤقت معظم الوقت، لحد ما العلاج يخلص.
النوع التاني الأكثر شيوعًا بيبقى العلاج بالإشعاع.
بس ده بيبقى مُحدد أكتر لمنطقة مُعينة، وبيتعملُه زى خريطة كده، شوية نُقط في أماكن مُعينة بتحدد للإشعاع يهاجم ايه بالظبط.
بس عمومًا، العلاج بيأثر على شعر الجسم، وعلى الضوافر، والبشرة.
ودي حاجة محتاجة دعم معنوى، علشان الشكل الخارجي بيمثل جزء كبير جدًا من ثقة الواحد بنفسه.
بس على ذكر الدعم، خلينا نتكلم أكتر عن ده في مقالة منفصلة: إزاي تتعايش مع مريض سرطان.