ليه “متستسلمش أبدا” مش دايما بتكون نصيحة كويسة
لو أنت بتقرا عن علم النفس أو التحفيز الذاتي حتى في بعض الأحيان، فغالبا هتسمع النصيحة دى كتير ” متستلمش أبدا”.هى جملة دارجة جدا في التشجيع. لكن لسوء الحظ، زى كثير من نصايح التحفيز، هي مش نصيحة كويسة في كل الحالات.
الهدف ورا التشجيع على عدم التخلي أبدا هو فعلا هدف نبيل. لأنها بتركز على أن أهمية تحقيق أهدافك وأحلامك، وأنك لو صممت على أنك تحققها هتقدر فعلا تحققها، وهو ده المهم. لكن أنها تكون فكرة نبيلة مش معناها أنها دقيقة. وده لأنها بتتجاهل بعض جوانب الواقع، والحياة البشرية وعلم النفس البشري، وده اللى بيخلى النصيحة مش عملية وممكن كمان تكون مؤذية.
- 3 مشاكل في نصيحة ” متستسلمش أبدا “
1– تجاهل الحقيقة القاسية واللى مينفش أننا ننكرها وهى ببساطة بنكون مش قادرين على تحقيق أهداف معينة، مهما كنت تحاول. في حاجات فعلا بتكون مش بإيدينا. والحقيقة هي أن مش معنى أن عدد قليل من الناس قدروا يعملوا معجزات برغم الظروف مش معناها أنه بالضرورة أن أي حد تانى ممكن يعملها.
على سبيل المثال، وفقا لدراسة استقصائية كبيرة اتعملت في الولايات المتحدة في 2005، 31٪ من المراهقين الأميركيين بيعتقدوا أنهم هيكونوا مشهورين في يوم من الأيام. ولكن في الواقع، الشهرة بتكون بنسبة قليلة جدا في تحقيقها: واحد في الآلاف أو أقل. من الواضح أن كتير من المراهقين مبقوش مشهورين.
2- تجاهل حقيقة تانية وهى أن الموارد المستثمرة في الوصول للهدف ممكن نستخدمها بطريقة أفضل. حتى لو قدرت توصل لهدفك ومستسلمتش أبدا، ممكن يكون الهدف أو النتيجة النهائية مش مجزية تماما بالنسبة للوقت والطاقة والمال وغيرها من الموارد اللى اتكلفتها.
وخاصة لو كانت الموارد دى محدودة، فمن الحكمة بعد بعض التجارب والأخطاء أنك تقيم الأمور وتشوف هل فعلا الهدف يستحق استثمار الموارددى في محاولة للوصول ليه، وخاصة لو كان الوصول للهدف ده مش هيخليك مبسوط أكتر لو حققته، ولا من الأفضل أنك تسعى لهدف تانى. التفكير العملى ده مهم مهم جدا.
3- الدافع. لو معندكش دافع للسعي لتحقيق أهدافك، يبقى أكيد ليه معنى. هل لاحظت لما فشلت في شيء معين لوقت كبير، أنك حسيت بالإحباط وعدم وجود الدافع لمحاولة مرة أخرى؟ خلافا للحكمة التقليدية، في الواقع دى مش حاجة وحشة. الشعور بالإحباط هو، من بين أمور أخرى، وسيلة لعقلك في محاولة لإعادة تقييم الوضع، ممكن ترك هدف غير واقعي. والمشكلة هي أننا كثيرا ما نتجاهل مشاعرنا، وأحنا بنسعي من أجل شيء لا منقدرش نوصله أو محتاجين تضحية كبيرة لحد ما نوصله. ولما بنفشل مرة تانية بنحس إحساس أسوأ، لحد ما يتطور لاكتئاب.صحيح أننا غالبا بنكون محبطين وبنتخلى بسرعة كبيرة، وده بيكون الوقت اللى عايزن فيه نريد فيه نحارب الإحباط، ولكن في أوقات تانية الظروف بتكون بتحاول أنها تخبرنا شيء تانى حقيقي وحاسم، ولازم نسمعها بجد.
- امتى تستسلم وامتى لأ؟
علشان كده أحيانا بيكون من الحكمة أننا نتخلى عن حاجات. مش المقصود من الكلام ده خلق فكرة أو انطباع إن كل مرة تفشل فيها فى تحقيق حاجة معإنك متقدرش تعملها وإنك تستسلم وتتخلى عنها. وعلى الجانب التانى، فى مشكلة مشتركة بين ناس كتير وهى إنهم بيستسلموا بسرعة جدا بعد أي محاولة فاشلة.
الرسالة هنا أن يكون عندك علاقة واقعية بأهدافك. حدد أهداف كبيرة، اسعى إنك تحققها، وابدأ قيم أى فشل بطريقة عقلانية. أحيانا الفشل فى تحقيق هدف بيكون علامة إنك تكمل فى سعيك ومحاولاتك، و تحاول تعمل شوية تعديل فى الطريقة أو الاستراتيجية. وبالتالي، مش من الحكمة إنك تستسلم لو:
– عملت محاولات بسيطة فى الوصول لهدفك، وفى لسه طرق تانية ممكن تحاول فيها.
– كل محاولة جديدة مش هتكلفك كتير مقارنة بالعائد المحتمل، أو أنك عملت تقدم ملحوظ لهدفك ولسه بتتقدم وتتطور فيه.
فى أوقات تانية، الفشل بيكون علامة واضحة على أن الهدف اللى بتحاول توصله ميستحقش كل العناءس، وهنا ممكن أنك تتغاضى عنه. لو حسيت بمواجهات متكررة، وفشل مكلفأو أنك استنفذت كل الطرق والموضوع مش بيزيدك إلا توتر وإرهاق والأهم أنك مش حاسس بسعادة أنك بتقربله ومش حاسس أنك ممكن تحس بيها لو وصلتله، يبقى أكيد ده الوقت أنك تقلل من الخسائر وتتخلى عنه.
التخلى عن هدف مش معناه أبدا إنك بتتخلى عن الحياة أو بتستسلم ليها. حتى لو فشلت فى حاجة، أنت لسه إنسان عندك إمكانيات، وأن لسه فى حاجات تانية كتيرة ممكن تحققها فى الحياة. حتى هدفك الأساسى في الحياة، ممكن تعيد صياغته شوية، وتحوله لهدف مناسبة ليك، وتقدر توصله. ممكن متوصلش لهدفك أنك تكون مليونير، لكن ممكن تكون قدرت تحقق عائد كويس، وتعمل حاجات تستمتع بيها. على الجانب الاجتماعى، ممكن ميكنش عندك مئات الأصحاب زى ما كنت بتحلم، لكن عندك مجموعة من الأصحاب ممكن يكونوا ٣ أو ٤ هما السند الحقيقى ليك.
الحقيقية أن دى أهداف واقعية وحقيقية حتى لو كنت دلوقتى حاسس بالخجل منها. كمان من المهم أنك متحطش أهداف مش واقعية وأنك تركز على أهدافك الواقعية اللى ليها طرق و خطة عملية وتبدأ تنفذها. لما تقدر تحدد امتى تكمل فى محاولاتك وامتى تتخلى عنها، أكيد هتقدر تحقق إنجازات كبيرة وطموحات أكتر.