اضطرابات الصحة العقلية في رمضان، إزاي نقدر نتغلّب عليها؟
رمضان هو الشهر اللي بيستناه كُل مُسلم كل سنة عشان بيعتبرها فُرصة جديدة للبداية في علاقته من ربنا، ولإن الشهر ده دايمًا بيجي في الوقت اللي أغلب الناس محتاجة فيه روحانيات تساعدهم تعدي بيها ضغط الحياة، فاستقبال الشهر بيكون مُختلف عن أي شهر غيره سواء بالزينة وتحضير العزومات واختيار مكان التراويح والاستعداد للصيام والتجهيز ل ٣٠ يوم مُختلفين عن باقي أيام السنة، ومع إن اختلاف البيوت وارد في طريقة الاستقبال والتعامل مع رمضان إلا إن السعادة برمضان واحدة.
ولكن الكلام ده بالنسبة للأغلب من الناس اللي رمضان بالنسبة له أحسن شهر في السنة، بس فيه اللي بيكون رمضان بالنسبة له شهر صعب مش دينيًا ولكن نفسيًا لإنه خايف إن الصيام يكشِف مُعاناته لكتير من اللي ممكن ميتقبلوهاش ولا يتقبلوه.
والكلام ده بينطبق على مرضى اضطرابات الأكل والاضطراب ثُنائي القُطب ومرضى الإكتئاب الحاد، اللي بيعانوا طول السنة في صمت ومتداريين في زحمة اليوم وانشغال الناس عن بعضها ولكن في رمضان بوجود التجمعات بيكونوا خايفين محدش يتقبل فكرة انهم مش قادرين يصوموا أو صاموا بس مش قادرين يفطروا أو مش قادرين يصلوا أو لو صلوا مش قادرين يركزوا في الصلاة وهكذا، فاحنا محتاجين نناقش إزاي أي حد بيعاني من أي أزمة نفسية يتعامل بصورة مُريحة مع الشهر الجميل ده من غير ما يزوّد على نفسه أي تعب.
فبالنسبة للناس اللي بتعاني من اضطراب ثنائي القطب-وده اضطراب بيسبب نوبات مُفاجئة من الإكتئاب أو الإبتهاج-فبحَسب كلام الأبحاث إنها لو حضرت رمضان في الصيف بتعاني من اضطراب شديد في النوم وده اللي ممكن يوصلها إلي الإنتكاس.
أمّا اللي بيعانوا من اضطراب الأكل وخاصة اللي مسببلهم الاضطراب فُقدان شهية بيكون تعامُلهم مع الصيام بشكل غلط بيزوّد نفورهم من الأكل.
واللي بيعانوا من اكتئاب أو أي مرض نَفسي فبيكون ليهم جُرعة علاج-في الغالب-٣ مرات في اليوم وده بيخلق مشكلة مع ضيق وقت الإفطار من الفطار للسحور واللي بيسببلهم توتر ممكن يوصلهم إنهم ينسوا حتى آخر جرعة وقت السحور.
ومع ذلك في رابِط بين كُل حد بيعاني من أي اضطراب أو مرض وهو حُبه الشديد للشهر ده وللصيام فيه ولصعوبة قراره في الوقت ده بإنه يصوم أو لأ، ولكن في الأمور اللي زي دي ممكن يرجع كُل واحد بحسب حالته لطبيبه المعالج وهو اللي يحدد موقفه من الصيام ولشيخ يطمّنه لموقِفه ده، لكن الفكرة هنا إحنا إزاي ممكن نتعامل مع أي حد عنده اضطراب ونساعدهم في الوقت ده؟
- نشجعّهم.
نوصّلهم بفقيه عنده خلفية عن حالتهم الصحية يطمنّهم بمدى رحمة الدين في التعامل معاهم بحسب حالاتهم أو مُساعدتهم عالصيام. - نعرفّهم فضائل الشهر والطُرق اللي ممكن يتصلوا بيها روحانيًا زي الصلاة وقراءة الُقرآن والذِكر.
- نفهمهم معنى رحمة الله ورِفقه بكُل شخص بيعاني من أي ألم خاصة إننا بنؤمن بأسماء الله ومنها”الرَحمن”.
- نشاركهم الصلاة والتروايح وأداء شعائر الشهر.
وفي الأول والآخر حُكم كُل مريض بيختلف عن التاني حسب شِدة مرضه وعِلاجه ودي المسألة اللي ربنا رَخّص فيها الفِطار لغير القادرين واللي فيها أحكام قضاء موضحّها الدين ولكن اللي علينا وإحنا بنمارس شعائر الشهر ده انننا نستشعر إن ديننا دين ؤحمة وإننا بنتعامل مع إله رحيم فنساعد اللي مش قادر وناخد بإيده عشان كُلنا نحس سوا بجمال وعظمة الشهر ده من غير ما حد يتعب أو يعاني لوحده.