الوحدة والإنعزال وإزاي تتعامل معاهم
كلنا عارفين إنك ممكن يبقى حواليك ألف بني آدم، وشغال بدل الشغلانة اتنين وتلاتة ويمكن مخلف أو متجوز أو مصاحب كمان وحرفياً مش فاضي تهرش في يومك.. وبرضه حاسس بالوحدة.
كلنا عارفين إن الوحدة مش بـ كُتر الناس ولا بسبب الفراغ والوقت الفاضي.. وإن الإنسان اللي حاسس بالوحدة مش شرط أبدًا يبقى ده بسبب كونه شخص وحيد مالوش حد بيحبه وبيتحب منه.
المحتويــات
ليه بنحس بالوحدة في الناس؟
عشان الناس مش بعددهم..
وأقولك التقيلة؟ ولا إنت عارفها؟
حب الناس اللي حواليك ليك وحبك ليهم مش ضروري أبدًا يلغي إحساس الوحدة عندك.
طيب إيه هي الوحدة؟ بجد
الوحدة حاجة معقدة مش ببساطة إنك قاعد لوحدك ولا بتعمل الحاجة الفلانية دي لوحدك ولا بتفكر لوحدك..
الوحدة إحساس جاي من جوا من برا.
لما تعمل الحاجات دي كلها لوحدك وإنت مش متضايق مش هاتحس بالوحدة على فكرة.. وحتى لو حسيت بالوحدة مش هاتبقى متضايق قوي.
إنك تلاقي حد يفهمك دي أحسن هدية ممكن تجيلك في حياتك.
ناس كتير عرّفت الحُب إنه التفاهم بين اتنين. مش أكتر من كدة. ومش أقل من كدة.
التفاهم مش حاجة بسيطة على فكرة ومش سهل تلاقيها خالص.. التفاهم دي كلمة كبيرة وعظيمة وتحتيها خمسين ألف حاجة لو فعلا موجودة هاتخلي حياتك أحسن وأريح وأسعد.
إنك تلاقي حد بيفهمك وتفهمه من غير ماتضطر تشرح أو تبرر أو تدافع عن نفسك…. يفهم إنك متضايق أو مبسوط من غير ماتقول.. تتكلموا في أي حاجة وفي أي ووقت من غير ما حد يفهم التاني غلط.. وأكيد أكيد ماتحتاجش تكدب أو تبرر أو تتجمل وإنت معاه.. راحة.
أقعدت أدور كتير على معنى السعادة وملاقيتلهاش مرادف أو تفسير غير الرضا.
مع إني كنت عارف..
لكن ماكنتش مقتنع.
لإنه من كتر ما كلمة “السعادة في الرضا” بقت بتتقال.. ومن كتر ما كلمة “الرضا” الناس أساءت تفسيرها على إنها حاجة سلبية.. كنت رافض معناها ده.. لحد ماقتنعت تمامًا إن السعادة الحقيقية فعلاً في الرضا.. وطريقك للسعادة.. هو إنك تتعلم إزاي تمسك العصايا من النُص بين السعى والرضا.
والناس تقعد تقولك أصل اللي يخليك سعيد غير اللي يخليني سعيد وهكذا من المهاترات اللي مالهاش أي تلاتين لازمة.. جماعة السعادة واضحة.. إنت لو راضي هاتبقى مبسوط.. شوف بقى إيه اللي يرضيك واسعاله.. وشوف اللي معاك وإزاي ترضى بيه. بس كدة.. هي دي السعادة.
وقعدت فترة أطول بكتير.. أدور على معنى الحُب (حُب الأحباب يعني).. اللي هو أصلا إحساس مُعقد جدًا محدش لاقيله تفسير موحد يتفق عليه الناس كلها زي “السعادة”.. والحقيقة إن التفسير الوحيد اللي لما وصلتله حسيت إني وصلت. هو التفاهم!
حب الصُحاب شبيه شوية بحب الأحباب.. وينطبق عليه نفس الكلام.. إنما حب الأهل هو حُب فطري ربنا خالقه في الإنسان والحيوان.. فأبوكي اللي مانعك تخرجي ده مش عشان مش فاهم ومش مٌتفهمك يبقى مش بيحبك بقى والبلح ده.. بلاش هبل.. ماشي؟ 😀
إزاي تتغلب على إحساس الوحدة؟
في أربع حاجات مُهم قوي تبتدي تعملهم دلوقتي.. أو لاً تتعلم توصف إحساسك صح؟ ثانيًا تقدر تفرق بين هل إنت وحيد ولا لوحدك؟ ثالثًا هل بتعرف تبقى مبسوط وإنت لوحدك؟ وأخيرًا .. إزاي تلاقي اللي يفهمك؟
يلا بينا؟
إحساس الوحدة والاكتئاب
هل بتربط بين وبتفكر إزاي تتخلص من الوحدة والاكتئاب؟ الوحدة غير الاكتئاب.. الوحدة وحدة والاكتئاب اكتئاب. ممكن يبقى عندك اكتئاب ومش وحيد وممكن تبقى وحيد ومعندكش اكتئاب.
إفهم إحساسك كويس وماتوصفوش غلط.. إوصف كل حاجة بإسمها عشان اللي دايمًا بنقوله لنفسنا .. مع الوقت.. بتبقى جزء من نظرتنا لنفسنا.. خلي بالك.
هل إنت وحيد ولا لوحدك؟
لو لوحدك.. فـ الناس موجودين في كل حتة وفي اللي شبهك بدل الشخص ألف..
عايز ناس انزل الشارع.. إنطوائي؟ خُد كورس، إنضم لمبادرة ما، ساعد محتاج، إنقذ حيوان. حياتك شغلك؟ اشتغل أكتر، هات تيم، هات شغل تاني.. غير شغلك..
إلا لو إنت تايه في الصحرا مثلاً.. ولو انت تايه في الصحرا يعني .. فـ غالبًا يعني الوحدة مش هاتبقى مشكلتك الأساسية ساعتها 😀
فـ المشكلة عمرها مكانت إنك مش لاقي ناس.. صح؟
في الغالب المشكلة الحقيقية هي إنك مش لاقي ناس تفهمك.
إنك مش لاقي اللي يفهمك.. والمشكلة الأكبر إننا أحيانًا بنوصل لمرحلة إننا مش عايزين ناخد الريسك إننا نعرف حد جديد ومايفهمناش برضه أو مانفهموش.
هنا الوحدة بتتحول لـ Comfort Zone وبتقرر إنك تبقى لوحدك.
المُهم دلوقتي وزي ما قلت في النقطة اللي قبليها، إتعلم توصف إحساسك صح.. مش لاقي ناس ولا مش لاقي ناس تفهمك؟ إنت مقرر تبقى لوحدك. ولا لسة ماعرفتش ماتبقاش لوحدك.. وهكذا..
إزاي تبقى مبسوط لوحدك؟
مبدئيًا أنا مش عايزك تتعلم تبقى مبسوط لوحدك عشان انت دلوقتي لوحدك فتتعود تبقى لوحدك لإن صعب ماتبقاش لوحدك.. لو فكرت كدة فـ دي فكرة سلبية Negative Thought مش موضوع المقالة خالص 😀 تمام؟
الفكرة إنك لما تتعلم إنك تبقى مبسوط لوحدك هاتقدر ساعتها تفهم نفسك أكتر وهاتقدر تتعرف على ناس مناسبة أكتر ليك.. هاتفهم ده في الجزء اللي بعده.
ببساطة لما تبقى مبسوط لوحدك وبتحب تقضي وقت مع نفسك ومش متضايق
من صُحبتك لنفسك.. مش هاتبقى وحيد. وحاتحب نفسك أكتر وتتصالح معاها بعيوبك ومميزاتك وسلطاتك وبابا غنوكك..
زود على كدة إن لما ده يحصل.. الناس هم اللي هاينجذبوا ليك أوتوماتيك..
يعني بالبلدي كدة.. لما إنت مش مبسوط وإنت قاعد مع نفسك.. إيه اللي هايخلي حد مبسوط وهو قاعد معاك؟
- ركز على الحاجات الحلوة في حياتك: كل يوم خد شوية وقت تفكر فيها، زي هواياتك، علاقاتك، أو إنجازاتك.
- إعمل اللي بيفرحك: خصص وقت للهوايات اللي بتحبها، زي القراية، المشي، الرياضة، السفر، أو اتعلم حاجة جديدة.
- كلم صحابك وأهلك: حتى لو مش عايز تخرج، اتكلم معاهم على التليفون أو الإنترنت.
- اهتم بنفسك: نام كويس، كل أكل صحي، ومارس الرياضة بانتظام.
- ساعد حد محتاج: مساعدة الناس هتخليك مبسوط مع نفسك وتحسن مزاجك.
- اتكلم مع دكتور: لو الوحدة مضايقاك قوي، متتردش تروح لأخصائي نفسي يساعدك.
- أعرف إن إنت مش لوحدك، كتير من الناس بيحسوا بالوحدة من وقت للتاني.
طيب إزاي تلاقي اللي يفهمك؟
هذا الجزء يحتاج إلى كوب قهوة وتركيز!
لما تبتدي تقابل ناس جديدة هاتقابلك معضلة الـ Risk اللي اتكلمنا عنها فوق.. اللي هو أنا حاسس بالوحدة آه.. لكن إحساس الوحدة أفضل كتير من التواجد مع شخص مش مُناسب!
طيب إيه اللي ممكن تعمله عشان تلاقي اللي يفهمك؟
أولا لازم تفهم نفسك
لو إنك تفهم نفسك موضوع كبير وهياخد وقت.
محتاج عالأقل تحدد إيه أكتر حاجات بتحبها وبتحب تعملها Green Flags وأكتر حاجات مابتحبهاش Red Flags. باقي الحاجات اللي في النص مرنة شوية وبيحصل فهيها تنازلات (أوتوماتيك بدون ضغط) عشان الدنيا تمشي.
ثانيًا لازم تفهم الناس
تبتدي تحط نفسك في مواقف ونقاشات تخليك تكتشف شخصية الناس التانية بدري بدري.. زي مثلًا:
- اسأل أسئلة عميقة (من غير رخامة) يعني أقصد أقول .. مش كله هزار وخلاص.. اسأل أسئلة عن القيم والأهداف والمعتقدات واتكلم عن نفسك كمان.
- شوف رد فعله في النقاشات (أو الخناقات) لاحظ إزاي بيتصرف ويتواصل معاك في المواقف اللي فيها مشكلة أو خلاف.
- لاحظ طريقة تعامله معاك والأهم مع الناس التانية.
- اتكلم عن خططك، طومحك وأهدافك. وأفهم أهدافه هو كمان. مش لازم خالص يبقوا زي بعض. لكن الأهم إنهم مايكونوش بتعارضوا مع بعض.
- ثق في إحساسك. لو حاجة مش بتعجبك أو تبدو غريبة، مهم تتعامل معاها وتفهم ليه بتحس كدة وليه هو بيعمل كدة.
- خد رأي اللي حواليك: في بعض الأحيان، اللي بيكون قريب منك بيشوف حاجات إنت ممكن ماتشوفهاش.
- خليك صريح وواضح وخليك نفسك على طول.
ثالثًا: لا تكدب ولا تتجمل
اتأكد إنك مش بتتجمل أو اللي قدامك بيتجمل بطريقة أو بأخرى وإن كل واحد صريح مع نفسه.
ماشي ده مش كدب.
إنما ميلنا للقبول من الناس بيخلينا بدون وعي نمثل شوية عليهم وعلى نفسنا.. وده بيعمل مشكلة قدام.
هل الحُب بيعالج الشعور بالوحدة؟
آه الحب الحقيقي (والـ Healthy) اللي فيه “تفهُـم”. العلاقات الصحية أصلا من أهم الحاجات اللي بتأثر بالإيجاب على صحتك النفسية بشكل عـام.
لكن الحب (الرومانسي) مش هو الحاجة الوحيدة.. لسة في حُب الأهل والصُحاب والشغل والسفر والهوايات والعبادات وهكذا..
بس لو تركيزك كله على الحُب هاتحس بالوحدة حتى مع وجود علاقات كويسة مع الصحاب والأهل وكل حاجة تانية متظبطة.. لكن لو تركيزك متوزع بشكل طبيعي أكتر.. هاتحس الوحدة (أو الفراغ العاطفي) مضايقاك آه في الجانب العاطفي.. لكن مش هايبقى إحساس سلبي مسيطر عليك ومضايقك بنفس الدرجة.
في السفر الوحدة 7 فوايد
لحد ماتبقى مش حاسس إنك وحيد، إعرف إن الوحدة ليها دور قوي جدًا في بناء شخصيتك المستقلة. كتير قوي من التغييرات المُهمة اللي بتحصل لشخصيتنا وبتكونها.. بتيجي من وحدتنا.
وبقول 7 فوايد .. عشان أنا شبهتها هنا بالسفر الصراحة.. والسبع فوائد للسفر وده عن الإمام الشافعي هم: تفريج الهموم، طلب الرزق، طلب العلم النافع، تحصيل الآداب، صحبة كرام الناس، استجابة الدعاء، الخبرة في الناس.
فـ ريلاكس كدة واستغل الوقت اللي إنت فيه وحيد (أو لوحدك) كويس عن طريق إنك تعمل حاجات جديدة، وتمر بتجارب جدية، تسافر أماكن جديدة، تجرب شغلانات جديدة، تتعلم حاجة جديدة، تعرف ناس جديدة، وهكذا..
بغض النظر عن إن الوحدة إحساس سيئ.. لكن برضه كونك وحيد بيديك شوية حرية تعمل حاجات جديدة تأثر فيك وشخصيتك بشكل أقوى بكتير جدًا من لما تعمل التجارب الجديدة دي مع ناس تانية.
Enjoy the ride.