اضطراب الشخصية الانفصامية في السينما، وآخرهم فيلم سبليت .. قبل ما يمشي عالحيطة
فيلم سبليت Split واللي قام ببطولته جيمس مكافوي James McAvoy مش أول فيلم يتكلم عن اضطراب الشخصية الانفصامية أو اللي كان معروف قبل كدة بـ اضطراب تعدد الشخصيات.. الحقيقة إن توم هانكس سبقه في فيلم كلاود أطلس وعمل ساعتها ست شخصيات .. وسبقهم إيدي ميرفي لما عمل 8 شخصيات في فيلم The Nutty Professor .. إنما الحقيقة إن جيمس خد اضطراب الشخصية الانفصامية لمنحنى تاني خالص من خلال 24 شخصية مرة واحدة!
على الرغم من إن اضطراب الشخصية الانفصامية يعتبر من الأمراض اللي مش منتشرة بشكل كبير، إنما كتير مننا سمعنا عنه وخاصة عن طريق الأفلام المصرية والسينما العالمية.. طبعًا عشان الأعمال السينما عشان الحبكة بتاعتها وتعمل حاجة مُغرية للجمهور خدوا الأمراض النفسية لمستوى تاني وحطوا الأفلام تحت مسمى إسمه الخيال العلمي أو Sci-Fi وخاصة لما بنتكلم عن أمراض نفسية فرصة تحويلها لمادة سينمائية كبيرة زي الفصام والاكتئابات بأنواعها والإدمان.
الحبكات الدرامية دي ساعدتنا شوية إننا نفهم الأمراض بشكل أفضل إنما لازم دايمًا ناخد بالنا طول الوقت من تحوير الأمراض النفسية عشان تخدم الدراما .. وإدتنا معلومات عن أمراض كتير بصراحة.. بغض النظر إن نتيجتها انحصرت بين أفلام الرعب وأفلام الخيال العلمي والأكشن زي Fight Club. على عكس مثلًا تناول السينما للأمراض العضوية حتى المزمنة منها.
الأمراض النفسية برضه كانت مادة خصبة جدًا للأفلام الكوميدية كمان زي “فيلم زهايمر” لعادل إمام وفيلم Me, Myself and Irene للعبقري جيم كاري وغيرهم من الأفلام.
اللي حصل مثلًا في فيلم Psycho مثلًا سنة 1960 .. إن المخرج بتاعه “ألفريد هيتشكوك” كان متأثر جامد طول حياته بـ اضطراب الشخصية الانفصامية بالذات، وبنى الأحداث الأساسية للفيلم على قصة حقيقية لقاتل وسفاح في أمريكا. واللي حصل في فيلم Split كان حاجة شبه كدة برضه.
اضطراب الشخصية الانفصامية في فيلم سبليت – Split
“الشخص اللي عنده اضطراب الشخصية الانفصامية يقدر يغير كيميا جسمه وبالتالي يغير شكله قدراته”
دي المقولة اللي اتقالت في نص الفيلم اللي المفروض أول ما تسمعها مسار الفيلم بالنسبالك يتغير من فيلم بيتكلم عن اضطراب الشخصية الانفصامية لفيلم رعب أو خيال علمي.
إحنا مانقدرش نشكك في قدرات الدماغ وتأثيرها على الجسم .. وتأثير الحالة النفسية على الحالة العضوية.. وأكبر دليل على كدة إن شوية توتر ممكن يجيبولك إجهاد وشوية قلق يجيبولك إمساك.. وهكذا.. لكن مش هايجيلك نوبة هوس فهاتطلع تمشي عالحيطة وتتحدى قانون الجاذبية! ولا هايجيلك نوبة خرف فهاتفتح حيطة حديد بإيدك عادي!!
بالرغم إن فيلم “سبليت” أتكلم بشكل كويس جدًا عن اضطراب الشخصية الانفصامية وخاصة من خلال المحادثات والجلسات اللي عملها كيفين مع الدكتورة بتاعته إنما المشكلة الوحيدة إن الفيلم ده بالرغم من إنه خيال علمي.. فهو خد بالك إنما معتمد على أحداث حقيقية واضطراب نفسي حقيقي موجود. وده بيدي مصداقية أكتر للجمهور عن المعلومات اللي بتيجي في الفيلم عن المرض النفسي ده..
أيوا فين المُشكلة؟
إن مافيش حاجة تقول العكس؟
يعني إيه؟
إحنا فاهمين إنها سينما وإنها حبكات درامية وتوابل بتدي للفيلم طعم كل ده مفهوم وبنستمتع بمشاهدته عادي جدًا.. إنما إحنا شايفين إنها كارثة لأن هي دي المعلومات الوحيدة اللي بتوصل للناس ومافيش مقابلها توعية حقيقية ولا في الفيلم ولا في السينما ولا في الحياة نفسها. فـ المعلومة اللي عندك حتى لو بهزار .. بس كونها المعلومة الوحيدة المتوفرة .. ده لوحده بيديها مصداقية أكتر.
فيلم Beautiful Mind مثلاً كان بيحكي قصة حقيقية (مافهاش أي خيال علمي المرة دي) عن “جون ناش” وهو عالم رياضيات مشهور جدًا وحاصل على جايزة نوبل وعنده شيزوفرينيا .. الفيلم تم انتاجه سنة 2001 وقام ببطولته العبقري “راسل كرو” ..
ومشكلة الفيلم بسيطة قوي. إن جون ناش مكانش عنده شيزوفرينيا أساسًا !
القصة إن جون ناش (الحقيقي) اتشخص بالمرض سنة 1959 والحقيقة المُرة.. إن في الفترة دي علم النفس كان لسة غرقان في نظريات فرويد اللي كانت فيها مشاكل كتير جدًا خاصة في حتة التشخيص. بس ده مايشفعش للفيلم لإن الفيلم بيتكلم عن قصة عمرها 40 سنة وقرر إنه يفضل متمسك بالتشخيص الأولاني عشان الحبكة.
جون ناش لسة متوفي من سنتين .. وماحدش يعرف كان عنده إيه بالظبط لحد دلوقتي. وطبعًا طبعًا ده ما يمنعش إن المُبدع Russel Crow نجح تمامًا في تمثيل الشخصية وأظهر كتير قوي من جوانب وأعراض وعلاجات اضطراب الشخصية الانفصامية.
الخلاصة: إن السينما نجحت إنها توصلنا كتير قوي من أشكال الأمراض النفسية. الخوف الوحيد إن حبكة السينما اللي بتبيــع الفيلم في الآخر، تأثر على معلوماتنا عن الأمراض النفسية في ظل عدم وجود توعية حقيقية. تقولنا إن مريض التوحد مش شرط يبقى عامل زي أحمد رزق في فيلم التوربيني.