0

انا انسانة مغتربة عن بلدي من سنين، ومعرفش اي حد هنا من يوم ما جيت لحد دلوقتي. العزلة سيطرت عليا وكل اللي كنت (ولا زلت) بعمله هو التفكير. عندي عدة مشاكل معقدة ومش عارفة ابدأ منين… مبدأيٌا، امي انسانة مش متزنة عقليٌا وعلاقتي معاها من اسوأ ما يكون بالرغم من اننا عايشين في نفس البيت. اختي لا زالت في بداية المراهقة واحنا قريبات بس مقدرش اكلمها بصراحة تامة عن نفسي وافكاري زي ما كان المفروض اكلم والدي ووالدتي. والدي بيشتغل وبيتعب ومش فاضي ليا الا نادرُا جدٌا وهو متدين جدًا ومش هتعجبه افكاري. عندي وسواس نظافة بحاول اسيطر عليه بس بفشل دايمًا، ورهاب الحشرات هو السبب، لأن بيتنا تفشى فيه من ثلاث سنوات نوع من انواع الحشرات المنزلية ومش عايزه اكتب اسمها من القرف، ومن ساعتها وانا اتجننت ومش عارفه اعيش طبيعي، بدور عليهم في كل مكان اقعد فيه او حتى امشي فيه ولو شفت اي حشرة من اي نوع اترعب ويجيني هياج لأيام. انا مدركة تفاهة الموضوع لأن الحشرة دي اختفت من زمان يالفعل، ولكن خوفي غير عقلاني ومعرفش اسيطر عليه. وبدأ عندي وسواس النظافة من سنتين تقريبًا. بقيت بقرف من اي شيء وكل شيء يسهوله. اذا لقيت مايه على الأرض او حد عدى الصاله بشبشب لبسه في الحمام بتجيني نوبة غضب شديدة وبفقد السيطرة على نفسي تمامًا واسب عيلتي كلهم وانهار. كل مره يحصل كده لحد ما زهقوا مني وقالولي انهم مش قادرين يستحملوني اكتر من كده وتهزأت. ده كله على جنب بعيدُا عن افكاري اللي ملأت مخي ومش عارفه اعيش بسببها. انا كبرت على التدين زي اهلي (بدون ذكر ديانات). ولكن الموضوع كان اشبه بإتباع اعمى، وفي الحقيقة مكنتش عارفه ايه اللي انا بصلي عشانه وليه، بس “عشان بابا بيقولي اصلي”. انا دلوقتي مبفوتش صلاة ولكن جوايا اسئلة وشكوك ناحية الرب وخططه واسبابه. بصلي كشرط مساومه لحد ما افهم نفسي. في الحقيقة ايماني ضعيف جدًا وهش، بل ان الإيمان مبني على اسس من خشب، وجرفت اسسه موجة من الاستيعاب. انا لا اؤمن بوجود ما يسمى بحرية اللإرادة، وهذا بحد ذاته تكذيب للنصوص الإلهيه بصراحة. اذا كان الرب يعرف كل شيء ازاي تكون لنا حرية ارادة وهو يعرف اللي هنقرره ونختاره وده يخلينا امام خيار واحد وليس خيارين، برأيكم هنفاجئه ونختار الخيار التاني ويقول “ااه مكنتش متوقع الحركة دي، خدعتوني!” هو عارف اننا ملناش غير الخيار ده لأنه لما خلقنا قرر كل شيء وكتبه صح؟ الموضوع معقد جدًا بس اجابته وحيده: مفيش حرية ارادة، وده معناه ان الرب خلقنا وهو عارف احنا هنروح الجنة ولا النار من قبل ما يخلقنا اصلًا. او الرب مش عارف كل شيء وفيه حاجات هو ميعرفاش وممكن نفاجئه بأفعالنا فعلًا! بس هل ده يليق بـ”خالق الكون”؟ ان عباده يفاجؤه وهو اللي خالقهم اصلًا؟ انه يكذب عليهم ويقول انه عارف كل شيء؟ هتؤمن انت يا “مؤمن” بإله كداب؟ مش ظني. لو معندناش حرية ارادة ده معناه ان حياتنا ملهاش معنى واننا مجرد تسليه للرب، ده اذا كان موجود. اقنعني يا اللي بتقرأ ده ان الحياة دي تستحق اعيشها. اقنعني اني مشنقش نفسي دلوقتي وانتحر.

Anonymous جاوب عالسؤال 16 يوليو، 2023