0
0 Comments

باسم الله الرحمان الرحيم

انا شاب أبلغ من العمر 36 سنة،مثقف وحامل لشهادة جامعية عليا وقعت في حب فتاة(32سنة) جميلة وهادئة منذ 2016 ، وهي من الأقارب، (أخت صهرنا زوج أختي من أبيه ) تعرفت عليها اول مرة في زواج اختي.
مع مرور الوقت أحسست ان هذه العلاقة انخرط فيه لوحدي وبقوة، لأن فتاتي غير مهتمة وغامضة ولا تحدثني الا عن اختها وروتينها اليومي في المنزل، كنت أفيض عليها من مشاعري، وأبذل جهدا جبارا في إرضائها وحسن معاملتها ماديا ومعنويا ما أمكن ،ولكن دون جدوى.
بحكم بعدها عني كنت انتظر قدومها بفارغ الصبر الى المدينة التي اعمل فيها، لأنها تدرس بالجامعة في نفس المدينة، رغم انها كسولة وغير مهتمة بالدراسة اطلاقا وتعتمد وسائل الغش في اجتياز الامتحانات، حتى أن مستواها المعرفي والثقافي لا يوحي ابدا بالمستوى الجامعي، بل انه يصل إلى حد الغباء والسداجة حتى في مجال تخصصها. انها انسانة بسيطة جدا في تفكيرها ووعيها ..أجد صعوبة في اقناعها بالخروج من المنزل ، ألح عليها كثيرا حتى يتحقق الأمر في نهاية المطاف،كانت تفضل الليل وتكره الخروج بالنهار، جل أحاديثها على قلتها عن عائلتها او عن الجامعة وزميلاتها اللواتي تتخلى عن صحبتهن سريعا.
حاولت أن اتقرب إليها جسديا، لكنها قلما تفعل ذلك، وحينما تفعل احس وكأنني بصحبة جسد بلا روح لا تتحرك ولا تنبس بكلمة واحدة.
بحكم شخصيتي الإجتماعية والمنفتحة، سئمت من هذه الفتاة لأنها لا تعير اي اهتمام بمشاعري، تقضي جل أوقاتها في المنزل، لا تتحدث عن أسرارها وحياتها الخاصة الا لأختهأ ، وهي مدار أحاديثها طوال ست سنوات من هذه العلاقة المشؤمة.
ما يثير استغرابي ودهشتي حقيقة هو أنه حينما اكون بصحبتها تضحك وتمرح احيانا (وليس دائما) وكأنني بصحبة شخص عادي، لكنها تتغير كلية حينما تبتعد عني، فتختفي كأن شيئا لم يكن.
لديها حساسية بالغة تجاه النقذ، لا تحب من يتحدث عنها حتى ولو كان الأمر بسيطا ولا يستدعي كل هذه الشكوك، ذات مرة قلت لها بأن لباسها لم يعجبني، فلم تستغ الأمر ،وأرسلت لي وابلا من الكتابات على الواتساب لأنها تفضل الكتابة على التحدث او الفيديو، بل إنها تكره الظهور في هذا الأخير بشدة. ولا تفضل أيضا إرسال صورها الا بعد إلحاحي الدائم.
تعاني من ضعف الثقة بالنفس، رغم أنها لا تفصح عن ذلك كثيرا، حتى انها قالت لي بأنها لن تتزوج لأ فلانة سحرت لها، تقصد زوجة ابيها. احاول ان اشرح لها أن الزواج قسمة ونصيب وفي نفس الوقت أسباب مرتبطة بالانفتاح على الناس والنجاح المادي والمهني وأيضا فهو مرتبط بالمستوى الثقافي والمعرفي، لكنها لا تهتم كثيرا، وسرعان ما تنسحب من الدردشات حتى قبل إكمال مواضيع الحديث.
منذ ثلاث سنوات وانا أعرض عليها الزواج، وكل مرة تطلب مني الانتظار والتريث، حتى انني سئمت ان تبقى علاقتنا سرية طوال هذه المدة، ما جعلني أشك في احاسيسها تجاهي، هل تحبني فعلا؟ واذا كان الأمر كذلك فلماذا لم تقتنع بالزواج بعد؟!
قبل ستة أشهر سافرت في اجازة عمل لرؤيتها، لكنني تفاجأت انها لم ترغب في لقائي، رغم انني اخبرتها مسبقا بالأمر، وسآتي الى منزلها لرؤيتها بحكم القرابة ، فرفضت بدون إبداء الأسباب وطلبت تأجيل الأمر إلى وقت الامتحانات كالعادة بعد أقل من أسبوع تقريبا، ولكنها رفضت مرة أخرى، فغضبت هذه المرة غضبا شديدا وخاصة انني كنت على استعداد لأطلب يدها للزواج من عائلتها حتى دون موافقتها المبدئية كما كانت تشترط في السابق.
كان هذا الرفض كالقشة التي قصمت ظهر البعير، لاقطع علاقتي معها لمدة تزيد عن أربعة أشهر، كانت ترسل لي في بادئ الأمر (اربع رسائل فقط)، لكنني اتجاهلها ،ثم انقطعت أخبارها الا ما نذر مما يأتيني من اختي عنها وعن عائلتها، وخاصة انني علمت مؤخرا انها في علاقة مع موظف يعمل كمرشد ديني، وفهمت ربما انها تحضر نفسها للزواج به،رغم نفيها الشديد اي علاقة مع ذلك الشاب ، وتعتبره مجرد مراهق على حد وصفها (تقصد انه صديق أخيها الأصغر) ولكنه في حقيقة الأمر يعادلها في العمر وهذا ما علمته فيما بعد.
تنظر إلى الرجال بريبة شديدة و على أنهم ليسوا اهلا للثقة، همهم الوحيد هو الجنس، بل كانت توجه لي هذا الكلام بالتحديد بصفتي الشخصية، حينما اعبر لها صراحة عن رغبتي في إقامة علاقة حميمية معها بعد الزواج، لدرجة، انها تمنت ذات مرة الإنقراض للرجال ككل ، فسألتها لماذا ؟! فلم تجبني كالعادة. لديهاافكار مسبقة وغريبة عن ليلة الدخلة ، وانها ستمنعني بالتأكيد من ممارسة الجماع حتى تطمئن وتألف على حد زعمها.
أربعة أشهر ونصف تقريبا من القطيعة التقطت فيها أنفاسي وشعرت براحة كبيرة، كنت أعرف انها تراقبني من بعيد وتطلع كل منشوراتي على الواتساب، بل أنشأت حسابا على الفايس بوك لهذا الغرض، لأنها كانت تملك اكثر من حساب لكن سرعان ما تزيلها على امتداد تلك السنوات التي تعرفت عليها فيها، حتى أن أرقام الهاتف تغيرها بين لحظة واخرى ولا اعرف السبب من وراء ذلك، وكانت تتكتم وتتعامل بحذر كبير. في هذه الفترة اخذني الفضول لأقرأ واكتشف واغوص في خبايا هذه الشخصية الغريبة والغامضة الصامتة والعنيدة ،فأدركت متأخرا بعد الاطلاع انها شخصية انطوائية، تعاني من اضطراب الشخصية الفصامانية (الشبه الفصامية) ،لكنني لا أعرف الى اي مدى يعتبر استنتاجي صحيحا!!.
بلغ الى علمي مؤخرا انها قبلت بالزواج من ذلك الشاب بعد إلحاح متواصل من أمها وإخوانها واختها على اعتبار انها لا تملك شخصية مستقلة بذاتها لتتخذ قرارها بمفردها بل تعتمد على والدتها واختها بشكل كبير. أرسلت إليها على الفور لأستوضح الأمر، فأجابتني بأن قبولها بالزواج ناتج عن ضغوط عائلتها الصغيرة، ونفت مجددا اي علاقة قبلية لها بخطيبها ،وإن كانت قد اعترفت لي من قبل أن ما يجمعها به هو مساعدتها في اجتياز امتحانات الجامعة ، بل اتهمتني بأنني انا من تخليت عنها طوال هذه المدة، وان السبب في ذلك هو أنني أقيم علاقات اخرى دون علمها. وهذا غير صحيح مطلقا لانني شاب ملتزم دينيا وأخلاقيا.
دخلت في صدمة عاطفية قوية لأنني لم اتقبل فكرة زواجها ربما لطول فترة العلاقة، رغم كل مساوئها وعيوبها. اصبت بالأرق واتعاطى بعض المسكنات العصبية وبعض المكملات الدوائية التي تساعد على الاسترخاء، عانيت بشدة حتى انني بكيت اكثر من مرة. أسترجع كثيرا ذكرياتي معها، اتحدث عنها باسهاب في العمل ولزملائي واقاربي وعائلتي.
بادرت على الفور لإخبار أهلها بالعلاقة التي تجمعني بها وعبرت عن رغبتي الملحة في الزواج منها، فاستنكروا صمتنا طوال هذه المدة خاصة من قبلي لأنها، في المقابل فتاة غير جدية على حد زعمهم ،لكن الوقت قد تأخر لاستدراك الموقف خصوصا وان الشاب الآخر قد تلقى وعدا من عائلتها بالموافقة ، وليس منها بالتحديد.
ترسل لي بعض الرسائل المقتضبة حتى بعد خطبتها تطلب الاعتذار والسماح، فاستنكرت عليها ذلك وهاجمتها بقسوة. فسألتها مستغربا ما الغرض من هذه الرسائل حتى بعد استعدادها للزواج من رجل آخر؟!! فأجابت بأنها متعلقة بي ويصعب عليها نسيان كل تلك التجارب التي عشناها معا، لكنني لا أرى في الأمر سوى مزيد من إلحاق الأذى النفسي الوجداني بي.
بدأت أتخلص تدريجيا من تلك الحالة النفسية الصعبة.
هذه قصتي بإطناب أتمنى الا يكون مملا.
أسئلتي كالآتي : ما تقييمكم لهذه العلاقة من الناحية النفسية؟ هل يمكن اعتبار نمط هذه الشخصية صالحا للزواج من الأساس؟ بمعنى هل كنت سأرتكب خطأ جسيما لو تزوجت بها؟ بمعنى اخر هل سينتهي الزواج لا محالة بالطلاق؟ ماهي النصائح التي تقدمونها لي للتخلص من مخلفات هذه العلاقة، لأنني أعاني من التعلق المرضى؟!
في انتظار جوابكم تقبلوا مني فائق التقدير والاحترام
شكرا لكم جزيلا.

الغريب 08 اسأل 21 يناير، 2024