الانطوائية مش عيب
زمان من وانا صغيرة لحد لما وصلت ثانوي يعني من حوالي ٩ سنين تقريبا، اي حد يشوفني من اول نظرة واول انطباع البنت دي سخيفة و هادية حتى قرايبي فقدوا الامل في فكرة اني اندمج معاهم و اتفاعل .. الاكل نفسه في العزومات كان بالنسبة لي معتقل و هيقدمولي فيه اكل و كان ببيبقى يوم تقيل جدا. قضيت حياتي مقسومة اتنين نص جواه شقي و عايز يتنطط و يعبر عن اللي جواه و النص ااتاني بيصارع مع نصه التاني و يحبط فيه و يكسفه و يديله طاقة سلبية ان اي تفاعل او كلمة هتطلع هيقابلها نقد او تريقة او هزار سخيف هيحرجك فاسكت خليك ساكت و هادي احسن راقب تصرفات اللي حواليك و بلاش تنطق اصلك لو نطقت هتتحرج.
قضيت فترة طويلة في حياتي ف الصراع الغريب ده لحد ما وصلت لمرحلة ثانوي و بداية المراهقة و الكلام عن الحب و التعلق بالطرف الاخر و ازاي نتكلم معاهم وفضلت حالة الصراع و الانطوائية مكملة معايا بس ظهرت معاها عوامل تانية وهي مرحلة الدبش وهي (اي احتكاك بذكر او محاولة من الطرف الاخر بالاحتكاك معايا كان بيقابلها طوب و دبش و حجر و رد فعل عنيف) نسيت اقول ان ده كله راجع لفكرة انفصالي عن الجنس الاخر من سن اعدادي لثانوي و الحث من البيت و المدرسة بأننا نتجنب الطرف الاخر اللي كان بالنسبة لي بعبع . وطبعا كان في جزء بصارع دايما و بيحاول ينتصر على الجزء المنطوي و حاول كتير لحد ما بدأت اعجب بشخص و من هنا بدات المشكلة ردود افعالي دايما عكس الطبيعي و بالتالي الشخص كرهني قبل ما فكر فيا و هنا بدات الفكرة تترسخ اكتر اني اسكت و انجنب التعامل مع الكل.. بس على الجانب الاخر نصي المحارب ضد الانطوائية كان نجح يكون صداقات كتير و اتغلب على جزء من انطوائيته و كان سبب في عامل كبير بيساعدني اني اتعمق و افهم اني لازم اوصل لحل و اتغلب على انطوائيتي واحل الصراع القرايه قريت بدايه من ميكي جيب و ميكي و بلبل و علاء الدين لروايات مترجمة لروايات لاحسان عبد القدوس وانيس منصور و الهواية فضلت ملزماني و اثرت في تكوين شخصيتي وهنا وصلنا لمرحلة الجامعه والتفرفة بيني و بين معظم صحابي اللي قصرت عليا في بدايه دراستي و رجعت انطوائية تاني ، لحد ما قابلت بالصدفه بنت اسمها وسام و دي كانت النقطه الفاصله في حياتي. وسام بدات تساعدني اتعرف على اصحابها و دخلتني عالمها بدات تشجعني اتغلب على كسوفي بدات اتفاعل وكليتي كانت سبب في اني اتفاعل و اظهر خصوصا اني نفسي اظهر و ابان و اوضح لكل اللي حواليا اني هنا واني مش هاديه واني مش انطوائية بالمناسبة انا كنت في اعلام ، كل ده ساعدني اني اطلع كل اللي كنت بحلم اني اقوله لحد ما بدات اتكلم و اسال و اتفاعل و بدا اللي حواليا يتجاوبوا و بدات اطلع من مخزون السنين كلام و خبرات من روايات و كتب و حكايات راقبتاها و سمعتها و عاصرتها و بدا التفاعل لحد وصلت اني اكون تيم ليدر في مشروع تخرجي و اني اشتغل في اكتر من مكان و اثبت نفسي، بس فضل جواياه شويه رواسب من الانطوائية اول انطباع عني هاديه و زاد عليهم رخمه و تنكه و فاشله بس على عكس زمان بسبب شجاعتي اللي اكتسبتها من ايام الجامعه ساعدتني اني مش هفشل و مش هبان ضعيفه ولا هفضل انطوائية لا هكمل و هبقى شجاعه و هتغلب على الصمت و الكسوف و الخجل. اه لسه بتكسف ساعات و لسه برمي دبش كتير بس اتشجعت و اتغيرت بسبب ان نصي انتصر و حارب ضد نصي التاني و في الاخر بقيت شجاعه و اي مكان بكون فيه لازم ابذل جهدي ان الاضواء كلها تبقى حواليا حاجه كماز علاقتي بالجنس الاخر بقت طبيعيه جدا اه بتكسف في البدايه بس بعد شويه بعرف اتأقلم و اتعود ، ده انا بقيت دلوقتي ماما لصحابي و بوصله ليهم و مستشارة في حل مشاكلهم.
نصيحيتي ليكوا حاولوا و عافروا و اتكلموا و اتحرجوا و افشلوا بس اعرفوا انكوا صح مش غلط عشان مفيش حد مبيفشلش و مفيش حد بيفضل صح للاخر خليك دايما ضمير نفسك و ساعد نفسك تتغلب على نصك التاني و انتصر و اكسب، راهن نفسك مره و اتنين و مليون و في الاخر هتكسب هتكسب خبرة هتكسب نفسك هتكسب بلادة و برود انك تتقبل اي رد فعل سخيف.
اشتغلوا على نفسكوا و اقروا كتير و اتفرجوا على افلام اتاملوا الناس و ركزوا في اللي بيحصل حواليكوا هتلقطوا كلام و خبرات و قصص و هتعرفوا تفتحوا سكك في الكلام و تعرفوا تشاركوا للحوار.