متلازمة ستوكهولم مع الاباء المؤذيين – تجربة شخصية

كتابة المقالة دي كانت حساسة جدا لانها بتنقل تجربة شخصية لواحدة كبرت واتربت مع اباء مؤذيين وكانت عايشة طول حياتها وهي غير مدركة انها عندها متلازمة ستوكهولم تجاههم لحد ما راحت لدكتور نفساني في وشخصها ب(اضطراب تعدد الشخصيات) وبعد أربع سنين مع معالج النفسي ، كانت أخيرا صريحة مع نفسها بخصوص الإساءة اللي تعرضت لها في طفولتها، قبل العلاج النفسي مكانتش قادرة تلاقي طريقة في انها تخرج من متلازمة ستوكهولم أو تدركها، لحد ما في سنة 2005 خلفت بنت، واللي بقت محور حياتها وقبل ولادتها كانت علاقتها كويسة مع والديها.

فهم الحقيقة

بتحكي: “بعد ما بنتي تمت سنتين بدأ يجيلي كوابيس عن كل ذكريات طفولتي، واظن السبب كان إن بنتي بقت في السن اللي انا كنت بتعرض فيه للاذى من أهلي، وقتها حكيت للدكتورة النفسية كل حاجة وكل الكوابيس، أصرت اني انفصل عن اهلي وابعد عنهم فترة عشان صحتي النفسية وانا رفضت، كنت متعلقة بيهم جدا رغم كل حاجة وقولتله اني لو بعدت عنهم هيجرالي حاجة، عشان كنت قاعدة في محافظة بعيدة عنهم لما الدكتورة عرفت انهم هيسافروا يزوروني في العيد قالتلي صراحة يا اما ابعدهم عني وعن بنتي يا اما هتتصل بمكافحة رعاية الطفل، اتصدمت طبعا ازاي هقولهم لأ؟ بس كنت قدام الأمر الواقع يا اما اقطع علاقتي بوالداي يا أما هتبلغ عن اللي حصل خوفا على ان بنتي ممكن تتعرض لنفس الأذى اللي اتعرضت له منهم”.

وقت المواجهة

“مكنتش عارفة ليه كل دا فضلت اتابع مع الدكتورة، وانا عارفة من جوايا اني بعدي عنهم بالمعروف هو أسلم حل، بس ازاي هبعد عن أمي وعن علاقتي الأسرية والقريبة بيهم، بس اللي كنت متأكدة منه اني مقدرش اتحكم غير في نفسي وتصرفاتي، واني عمري ما هتأكد لو حلفولي انهم مش هيأذوها، في بعدي عنهم هكسب سلامتي النفسية وسلامة بنتي، من الحاجات اللي الدكتورة قالتهالي ان متلازمة ستوكهولم عندي لسه مخفتش هفضل خايفة ومتوترة وشايفة قربهم ليا صح حتى لو بيأذيني، وان اللي هيعالجني هو بعدهم عني مهما كنت هكون من غير اب وام ومش هقدر اشرح بعدهم عني للناس.

“وجه وقت المواجهة وكانت أصعب مكالمة تليفون عملتها في حياتي، خليت الدكتورة بتاعتي ع الخط معانا عشان تسمع وقولت لوالدي ووالدتي يسمعوني هما الاتنين، وشرحتلهم اني بقالي اربع سنين بتابع مع دكتورة نفسية، واحنا بقينا شايفين ان عدم تواصلكم معايا انا وبنتي سواء عالموبايل أو في الحقيقة هو الحل عشان سلامتي انا وبنتي، وقفلت السكة وقعدت في اوضتي بعيط بالساعات، مكنتش فاهمة انا ليه حسيت اني كنت قربت اموت وانا أساسا ببعد عن اللي اذاني”.

السعي للنجاة

وضع الضحية تحت تأثير متلازمة ستوكهولم انها عايزة تفضل حية، هو دا اللي بيديها شوية شعور بالسيطرة وبيفضل في غضب متخزن جوا الطفل اللي بيتعرض للاساءة من اهله، ولازم الطفل يلاقي طريقة في انه يحس نفسه مستقل عن المعتدي وانه يستعيد احترامه لذاته وثقته بنفسه وشعور الأمان اللي مش قادر يحس بيه مع اهله وساعتها هيكون في طريقه للشفا، التعلق والاعتمادية طول ما هما موجودين بين الضحية والجاني هيفضل يدافع عنهم وهيفضل موجود جنبهم خوفا منهم.

في إساءة المعاملة والأذى محدش يقدر يلومك لو مسمامحتش ولكن لو قدرت تسامح اهلك بعد عمر طويل وبعد ما تخف من أي حاجة بتأذي صحتك النفسية هيكون دا الصح فعلا لانهم وأهلك وأسرتك والناس اللي بتحبك.

اترك تعليق