البارانويا أو جنون الإرتياب: علاماته وإزاي تتعامل معاه

جنون الإرتياب: علاماته وإزاي تتعامل معاه

جنون الإرتياب واضح من إسمه شوية، هو بيتلخص في إن البني آدم دايمًا خايف ان في حد بيراقبه وعاوز يأذيه.  ودي يقع تحتها عقدة الإضطهاد وإنه دايمًا تحت خطر من اى حاجة وحد.  ومقتنع تمامًا بنظريات المؤامرة، بس عليه هو تحديدًا. العالم بيتآمر ضده يعني.

الفكرة هنا إن الإرتياب بييجي معاه وهم الإضطهاد، بس الوهم ده مش بيبقى بهلاوس سمعية وبصرية كما هو مُعتاد.  لأ.  ده بيبقى تفسير لكل حاجة إنها ضده.

زى مثلًا إن المريض بده يبقى ماشي في شارع، وفي ناس كتير جدًا ماشية، عادي، ويحس إن حد ماشي وراه.

الطبيعي هيفكر “طب ما عادي إن حد ماشي ورايا، هو انا همشي الناس على مزاجي؟”
بس الموضوع بالنسبة للمريض هنا مش سهل.

إيه علاماته؟

  • إتهام، بدون أسباب كافية، إن في إستغلال او خداع بيحصل
  • شكوك كتير في إخلاص وجدارة الناس القريبة بالثقة
  • صعب جدًا تثق في حد بمعلومة؛ خوفًا إن حد يستخدمها ضدنا
  • شغال تشيل في أحقاد وضغائن، ومش بتنسى حاجة، ابدًا
  • بتشوف حاجات عادية على إنها هجوم عليك شخصيًا، او سُمعتها، ورد الفعل بيبقى مُتطرف بقى، فتلاقي دواسة الغضب إتداست على آخرها مرة واحدة.
  • شكوك مستمرة برضو في الطرف الآخر من العلاقة، الزوج او الخطيب او ايًا يكن. وبدون سبب. هي بتيجي وحدها كده.
  • شعور مستمر بالإستغلال، وأى حد جديد بيحاول يقرب يبقى أكيد عاوز مني حاجة، لأ انا هروح أبلغ عنه من دلوقتي

ومتقلقش، إحنا بنتكلم عن “الحالة” بصفة المؤنث، بس الحقيقة إن الإضطراب ده شائع في الذكور أكتر من الإناث.

إيه أسباب جنون الإرتياب؟

هو عمومًا كده، بيبقى الإضطراب ده جاي من كام حاجة بتبوظ جوه مُخ البني آدم. زى التفكير المنطقي وتفسير الأحداث ومعانيها

سبب ده بقى مش واضحة أوي، يعني في تفسيرات بتقول إنها من مشاعر مكبوتة او بيتم إنكارها، او مشاكل ما بين اللي البني آدم بيحس بيه، واللي بيبيّنُه.

بس وارد جدًا إنها تحصل بسبب تجارب وأحداث سابقة بتأثر على شخصية الفرد، وتخليه مُنعزل ومقفول على نفسه، وبالتالي ده بيخلي علاجها صعب.

خصوصًا وإن الكلام ده بييجي معاه صاحبه الأنتيم… الوهم.

يعني إيه وهم؟

تعالى نلخص تعريف الوهم على إنه الإيمان التام إن في حاجة موجودة، رغم إن مالهاش أى أدلة، خالص.

يعني مثلًا لو إبنك جالك يقولك انا عندي وحوش تحت السرير بيحاولوا يأذوني.  ده كده وهم.  بس مش معناه طبعًا إنك تقوله روح إتخمد يا حبيبي.  لأ، روح معاه ودور عليهم وقولهم إنهم مشيوا خلاص.  الطفل مش ناقص عُقد، هيقابل اللي يكفيه متقلقش.

الكلام ده بيتعالج إزاي؟

هو ممكن علاجه يكون على شكل أدوية، ده وارد.  أو على هيئة معالجة سلوكية.  يعني مشكلة الشخص ده في الثقة والخوف من الأذى وشوية حاجات فوق بعض.  يبقى نبني معاه علاقة فيها ثقة كافية علشان نقدر نحلل أصل المشكلة، ايه التجربة اللي مر بيها وإتكلكعت مع الوقت علشان تعمل كل ده؟

بس طبعًا ده بيبقى صعب في الأول، لإنها زى ما قلنا، منطوية وقافلة على نفسها أوي، وتصرفاتها ممكن تكون عدوانية او احيانًا.. عنيفة.  الإرتياب مش حاجة سهلة.

فلازم الأخصائي يبني علاقة قوية من الثقة المتبادلة والتفاهم، وده بياخد وقت، وبالتالي العلاج بيبقى بطيء شوية. بس مُمكن، مهما كان صعب.

اترك تعليق