تغير مفاهيم الصحة النفسية- تجربة شخصية رياضية

ملايين من الناس بتستني الألعاب الأوليمبية عشان يشجعوا بلدهم واللاعبين اللي بيمثلوها، برغم إن امتيازات اللعب في الرياضات دي كتيرة إلا ان بعض الرياضيين خرجوا عن صمتهم بخصوص الضغط النفسي اللي بيتعرضوله وتأثيره على صحتهم النفسية والعقلية.

وعي الرياضيين بالصحة النفسية

كتير من اللاعبين ساعدوا رياضيين تانيين من خلال انفتاحهم وتصريحهم باللي كانوا بيمروا بيه ونصحوا الجيل الجديد من الرياضيين بأنهم ميخنقوش مشاعرهم وإن مدربيهم “ميشدوش عليهم” لأن الكلام دا بيخلق شعور من الضغط النفسي وقت الهزيمة وحالة من عدم التقبل والنكران اللي بتلازم المهزوم، ومن اللاعبين دول سيمون بيلز”جمباز” ونعومي أوساكا”تنس”، وكيفن لوف “كرة سلة”، وهما اللي وجهوا تركيز الرأي العام لقضية الصحة النفسية عند الرياضيين.

بدأ الخبراء اللي بيشتغلوا في المجال الرياضي انهم يعملوا حملات في مجال التوعية والرعاية النفسية وده اللي خلى فيه تقبل زايد لأهمية الصحة النفسية، وإتاحة الخيارات لطلب المساعدة لأمراض زي القلق والإكتئاب والتوتر والاعتراف بيهم كأمراض من الأساس قلل مخاوف كتير كانت بتواجه الرياضيين وشجعهم على طلب المساعدة وانهم يبعتدوا عن أجواء المنافسة لو اضطروا لكده.

ولقينا إن كذا طبيب من أطباء الجامعات بدأوا في مبادرات تجاه الطلبة الرياضيين لعلاجهم النفسي منهم الدكتور فيكتور هونج في جامعة “ميشيغان” واللي أبدى اهتمام بسبب “بيلز” و “أوساكا”، دا غير “ويل هاينينغر” اللي هو نفسه كان طالب رياضي مميز ولعب كرة القدم فترة، لكن دلوقتي بيعاني من الاكتئاب اللي تراكم عليه خلال سنين لعبه لكرة القدم، وهو اللي دلوقتي ماسك برامج توعية في مراكز مكافحة الاكتئاب في ميشيغان.

الجيل اللي ساعد في انتشار الوعى النفسي

“ويل هاينينغر” قال إن الاختلاف بين الأجيال هو واحد من الحاجات اللي منحتني أمل كبير في مستقبل أحسن للرياضيين وللمجتمع ككل، وإن فكرة عدم الإقرار بالاكتئاب والقلق هي فكرة غريبة جدا عليا لكن ان الناس تعرف وتتصدم أحسن من حالة الانكار ودي بداية أي علاج، انك تعترف بوجود المرض، وقال ان مبادرة “الرياضيين المترابطين” اشتغل خلال السنين السبعة اللي فاتت عشان يكسر وصمة العار اللي بتجري ورا الامراض النفسية والعقلية عند الطلبة الرياضيين وأن حاليا الطلبة بتبادر في المبادرة سواء بطلب المساعدة أو بمد يد العون.

وكمل كلامه إن في كل حتة في العالم مدربي الرياضيين المحترفين وأهاليهم مبيحبوش يعترفوا باللي بيواجهه الشباب الرياضيين بل وكمان بيقاوموا فكرة وجود أمراض زي دي ومبيحبوش يتكلموا عنها، ولكن اللي احنا بنشوفه إن الشباب نفسهم دلوقتي أكثر انفتاحا وتقبل لأنهم يتكلموا عن مشاعرهم ومشاكلهم النفسية، بس للأسف في الوقت نفسه بنلاقي مواقع التواصل الاجتماعي والاعلام بيواصل الضغط عليهم أكتر من الأجيال اللي فاتت وبسبب كمان ارتفاع التكلفة للعب في الأكاديمات الرياضية، بيحس الطلبة الرياضيين انهم هيخذلوا كل اللي حواليهم لو ملتزموش أو مكسبوش وده لوحده بيولد ضغط نفسي.

حاليا بقى في وعي أكبر بكثير بفهم الصدمات النفسية وعوامل الخطوة اللي بتأدي للأمراض العقلية زي تاريخ العائلة وقلة النوم والضغط الحاد وغيره، وده خلى في اهتمام أكبر في فهم ازاي نتعامل مع سن المراهقين والشباب، وأهمية التعرف على العلاج الفعال ومراقبة حالاتهم المزاجية.

الدماغ جزء من الجسم

قال هاينينغر إن المدربين والآباء اللي مهتموش بعوامل الخطورة والصحة النفسية ممكن يساعدوا الرياضيين في الواقع على تسخير المعرفة الحالية عشان يعززوا من أدائهم وصحتهم.

قال: “فكرة إن الرياضي – أو أي شخص بيحاول الأداء في ذروته – مش محتاج انه يهتم بصحته العقلية دي فكرة أساسها الإهمال، وده هيكون بمثابة تجاهل لصحتهم الجسدية كمان، مش هيكون هناك أي تأثير إذا رفعت الأثقال وتدربت وتناولت طعامًا جيدًا؟  لانك مش روبوت ولازم تدرب عقلك وتحسنه بنفس الطريقة اللي بتحسن بيها جسمك”.

اترك تعليق