حركة وشتيمة بدون مبرر؟ متلازمة توريت مش سهلة

متلازمة توريت عبارة عن مشكلة في المخ والجهاز العصبي، بتعمل مزيج من حركات وأصوات عشوائية… اسمها بالفُصحى.. العرة.

ومش العرة اللي هي “يا راجل يا عرة” لأ. الكلمة المقصودة هنا بتتنطق عُرة. ما علينا، خلينا نقول عليها تشنُجات.

المهم يا سيدي إنها إتسمّت بإسم الدكتور الفرنسي (جورج جايلز دي لا توريت) واللي هو أول واحد حط توصيف للحالة وأعراضها في القرن الـ19.

فصلنا عن كلمة عرة خلاص؟ تعالى نقول كمان.

هيّ مش حاجة لاإرادية أوي يعني، بس هي رغبة قوية جدًا في عمل حاجة مُعينة، وبالتالي مقاومتها صعبة برضو ومحتاجة مجهود جبار وتركيز كامل علشان تبطلها.

العرة او التشنجات في متلازمة توريت ممكن تبقى:

صوتية 

  • النحنحة، ومش النحنحة الرومانسية، لأ. هنا نقصد صوت صاخب وطالع من قلب القفص الصدري.
  • كُحة (لازم هنا نفرق مابين كُحة الحساسية مثلًا وكحة المتلازمة، مينفعش نربط الإتنين ببعض.)
  • تكرار الكلام اللي بيتقال
  • صريخ بكلمة او أكتر

جسدية

  • رجّ الدراع او الرأس
  • “البربشة” الكتير
  • تعبيرات الوش
  • تشنجات الفم
  • تشنجات الكتف

معظم الحالات اللي اتشخصت بمتلازمة توريت كان عندها مزيج من الإتنين دول. بس خلي بالك..

الأعراض اللي فوق دي ممكن تكون:

  • بسيطة: يعني حركة صغيرة او صوت مُعين
  • مُعقدة: حركات كتيرة او نطق عبارات كاملة

تعالى نشرح ده ونقول..

العُرات او التشنجات، او ايًا كان اسمها دي، ممكن تبدأ بـ”بربشة” العينين، او حركة رجل، او صوت لازم يطلع كل فترة بشكل لا إرادي.

وممكن برضو تبقى شوية حركات مع بعض، ايدين مع رجلين مع راس ودي اللي يتقال عليها فعلًا “تشنجات” شبه حركة جسم نوبة الصرع مثلًا.

والعُرات الصوتية تحس انها حاجة لطيفة، وايه يعني لو بتطلع صوت معين كل فترة؟ مفيهاش حاجة!

بس الحالة المُعقدة منها ممكن تبقى عبارات كاملة بتتقال بشكل مُكرر، وأكتر حاجة شائعة بين المصابين بمتلازمة توريت هي.. الشتيمة.

شتيمة لاإرادية بتطلع ورا بعضها في فترات قصيرة من الزمن وبصوت عالي.

الموضوع من بره يبان مُضحك وحاجة تعمل فيها منشن لصاحبك على الفيسبوك.. لكن لو حطيت نفسك مكان شخص عنده المتلازمة دي وبيحاول يعيش حياة طبيعية ويشتغل ويكون أسرة؟

الموضوع أبعد ما يكون عن المضحك.

بس بما اننا في النقطة دي، لازم نقول ان الشتيمة اللاإرادية لوحدها مش بتمثل متلازمة توريت. لإن تشخيص المتلازمة بيحتاج على الأقل إتنين من العُرات الصوتية وواحدة من الجسدية.

وخلينا برضو نقول ان موضوع الشتيمة ليه حالة تانية لوحدها اسمها “الكوبرولاليا” كو-برو-لال-يا

الحقيقة الصعبة هنا..

إن متلازمة توريت مش معروف سببها الحقيقي، إحنا عارفين بس انها خلل في “العقد القاعدية” سيبك من الإسم، المهم إن ده الجزء المسؤول عن الحركة في المُخ.

المفروض ان الجزء ده هو اللي بيبعت الإشارة عشان الحركة تتم، فالخلل ده بيخليها تضرب ع الفاضي. وحاجة “نشنت يا فالح؟” على الآخر يعني.

طب وبنعالجها ازاي واحنا مش عارفين؟

ماهي دي الفكرة، لو بنتكلم عن “علاج” بمعنى الحاجة السحرية اللي هتصلح كل حاجة.. فده مش موجود.

اللي بيحصل فعلًا هو محاولة تخفيف الأعراض بشكل ممكن التعايش معاه.

فممكن مثلًا:

  • نحارب العادة نفسها: وهنا بنلاحظ العُرات دي إيه وبتحصل ليه، وبعدين بندور على بدائل تانية صعب تتلاحظ علشان “ننفس” عن الرغبة بتاعة الحركة.
  • خد من العادة كتير: لما محاربة العادة تفشل، يبقى نخلي المسبب يتكرر كتير، فميبقاش صعب مقاومة الرغبة القوية دي. حاجة زى الممنوع مرغوب.. بس مش هيبقى مرغوب لو مبقاش ممنوع، مش كده؟
  • الأدوية: لما الاتنين اللي فوق دول يفشلوا، يبقى نتجه لأدوية ترخي العضلات وتقلل التشنجات
  • الجراحة: بص هو حل، بس مش مرغوب فيه، أصل لو الخلل في منطقة الحركة كلها على بعضها، يبقى هنقص فيها ايه؟ بس لازم نقول ان الجراحة ممكن يكون الاختيار الوحيد الباقي لو التانيين فشلوا، ولو الحالة فعلًا صعبة ومأثرة على النفسية جامد.
اترك تعليق