إيه اللي اتعلمته الستات اللي رجعت لجوزها بعد الطلاق؟

لما بنتكلم عن زوجة رجعت لزوجها القديم بيكون الموضوع كأنه قصة خيالية مع إن دي قصص منتشرة لناس حوالينا، وفي المقال ده هنعرضلك قصتين عن اتنين .. كل واحدة رجعت لجوزها القديم وتجربتها اختلفت عن المرة الأولى، وبرغم إن الستات دي مش حابين يعلنوا هويتهم  فهنعتبرهم “س” و”ص” إلا إنهم حابين ينشروا تجربتهم اللي غيرت فيهم وهتغير فيك لما تعرف إن فيه ناس قدرت تخرج من حالة صعبة وفُراق وطلاق وتلاقي الحُب من جديد .. ومع نفس الشخص!

قصة السيدة “س”

بتقول “س “إنها قابلت جوزها في الشغل  وحبته واتجوزته ومن بداية الجواز بدأت مُعاناة انتظار الطفل اللي استمرت سنين، والحُب اللي جمعهم من البداية ابتدى يتلاشى مع مشكلتها في صعوبة الحمل، ومع كُل محاولة حقن مجهري بتفشل أو إجهاض بيحصل كانت حصة الحب بينهم بتقل، وهو ابتدى يدور عن السعادة اللي بقت ناقصة في البيت برا، وفي اللحظة اللي عرفت فيها إنه بيخونها اتفاجأت إنها حامل وبدون تدخل طبي !

“س ” كانت محتاجة للدعم النفسي وقتها، لإنه سابت بيتها ورجعت بيت أهلها ولإنها اتعرضت لضغط مادي وضغط نفسي من اللي حواليها فابتدت تلجأ للدكتور النفسي عشان تكون أحسن، وفي اليوم اللي جت ولادتها وافتكرت إن الأمور ممكن تتصلح بينها وبين جوزها بوجود طفل، لقت رسالة على موبايله من صاحبته بتأكدلها استمرار العلاقة واستحالة الرجوع.

وجود الطفل خلى نفسية “س “أحسن بكتير على عكس جوزها اللي مكنش بيقدر يشوف الطفل إلا قليل بأمر المحكمة، فبدأت “س” تفوق عشان حياتها وتحاول تفتح بابها للناس اللي بتحاول تقرب منها، في اللحظات اللي كان بيندم جوزها على حاله . وقتها طلب جوزها منها إنه يشوف الطفل بصورة أكبر لإنه محتاجه، ومع كُل مقابلة كانت بتلاقي تغيُر فيه غريب وكأنه رجع زي الأول والمشاعر دي خلتها تحِّن ليه، ووافقت انهم يرجعوا

بتقول “س” إنها كانت أول مرة تعرف هي عايزة إيه وهل هما هيرجعوا لمجرد وجود طفل ولا عشان فعلًا عايزين بعض، لكن البعد بينهم عرفهم قيمة علاقتهم و وقتها عرفوا إن مفيش دخان من غير نار وإن لولا التجربة الصعبة دي مكنوش هيعرفوا قيمة بعض

بسبب تجربة الطلاق، اكتشفت “س ” في نفسها قوة مكنتش تعرف إنها موجودة جواها، ومقدرتش تعرف ده إلا بالعلاج النفسي اللي لجأت ليه بعد الطلاق، أمّا جوزها، اشتغل على نفسه أكتر في أسلوبه وطريقة تعامله معاها ومع نفسيتها، واتعلم إنه يعبرلها هي عن مشاكله معاها أو مشاكله في العموم بدل ما يدور على بديل وهي هتكونله وقتها أم تسمعه وتطبطب عليه لو غلط، من غير حساب وعتاب. والأهم من كدة إنهم وصلوا هما الاتنين لقرار إن مهما كانت المشاكل فمش هيخلوها تأثر على ولادهم في يوم من الأيام ولا على حياتهم بشكل عام.

قصة السيدة “ص”

بتقول “ص ” إنها مكنتش تعرف جوزها قبل الجواز، وبالطريقة التقليدية عرفته عن طريق حد من المعارف، ومن أول مقابلة وِقعت فيه، بتعبر عن شعورها وقتها بإنها كانت طايرة، ومش قادرة تتكلم من فرحتها بيه، إنسان هادي ووسيم ومضحك وغريب مع إن اللي يشوفه يقول إنه قاسي، بس هي شافت كل الحلو فيه.

الخطوبة حصلت والجواز تم خلال شهور وكل حاجة كانت ماشية كويس، وعشان حلوة البدايات كلها حكايات، كانت الأيام الأولى ممتازة من سفر لضحك لشهر عسل، بس مع أول رجوعهم لبيتهم ولحد سنين من الجواز عمرها ما حست إنها متطمنة، التفاهم اللي كان موجود زمان بقى خناق عالفاضي والمليان،بعد ما كان شُغلها حافز ليها ومتعة بقى مجرد وسيلة تساعد بيها في ضغط البيت المادي،كل حاجة بقت صعبة للدرجة اللي حست فيها إنها هتأثر بيها على نفسها وعلى أطفالها فقررت الانفصال.

اتطلقت “ص ” ولكنها اتفقت مع طليقها إنهم يفضلوا على تواصل مستمر عشان الأولاد، وإنهم يمثلوا قدامهم إن مفيش بينهم خلافات عشان نفسيتهم، لكن مع الوقت هو ابتدى يشوف نفسه واتعرف على واحدة تانية .
في الوقت ده “ص ” حست بألم نفسي مُضاعف، كونها اتحملت سنين من الخلافات لأنها كانت بتحبه ولإنها عايزة البيت يستمر فكان صعب عليها تشوفه بيتخلى عنها وعن علاقتهم وأسرتهم بواحدة تانية، طلبت “ص” من شركتها تنتقل لفرع تاني في بلد تانية وهو وقتها مقدرش يستحمل بعدها عنه وطلب الرجوع.

بتقول “ص” إنها المرة دي اتجوزته وهي عرفاه بجد وبتحبه بجد و بتحكي وهي مستغربة إنها مكنتش تتخيل إن الطلاق هيكون أحسن حاجة حصلتلها من ساعة جوازها، لإن لولا الخطوة دي مكنوش هيقدروا يوصلوا للمرحلة دي من التفاهم.
مش دايمًا اللي بيتكسر مينفعش يتصلح، بالعكس ده ممكن يرجع أحسن من الأول كمان، ودي خُلاصة تجربة “ص” اللي نفسها كل اللي يقرأ قصتها يعرف إن مفيش حاجة صعبة وإن التسامح قادر يخلق من الخسارة مكسب ومن الكراهية حُب ويخلقلك دايمًا فرصة تانية .

الغاوي ينقّط بطاقيته

اللي يعرف ألم الفُراق العاطفية بيقول إن الحُب يستاهل التعب، والوصول لمرحلة التفاهم بين اتنين يستحق المحاولة والدُعاء والصلاة، فالمهم في كُل علاقة إن كل طرف يبص لنفسه ويبطل يعيش دور الضحية.
بس القشة اللي بتقطم ضهر البعير هي الخيانة، و حتى لو استمرت العلاقة بعد الخيانة فالحب بينتهي، وفي أغلب الحالات الطرف التاني مبيستحملش وبيقر يمشي وده حقه ومينفعش شريكه يكون أناني ويجبره يكمل في العلاقة دي .
وزي ما أجدادنا قالوا :” لجل الورد ينسقي العُليق “، فاللي عايز علاقته تستمر بدون مشاكل لازم يشتغل ويشتغل ويشتغل على نفسه ويدي فرصة لنفسه عشانه وعشان حبيبه مرة واتنين وألف .

اترك تعليق